responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 89


خلاف قديم ، ونظر قويم ، وبحث مستقيم ، ليس هذا موضع تفصيله ، وفيما ذكرنا غنية لمؤهّل الكشف . فينحلّ بما ذكر أنّ هذه الألفاظ المذكورة - كالروح والقلب والنفس وغيرها - هي ألفاظ دالَّات على حقائق متمايزة ومعان متغايرة ، ولا يتحقّق الترادف والتواطؤ حقيقة إلَّا مجازا ، وبعد تقرير هذا الأصل نرجع إلى ما كنّا بصدد بيانه .
[ بيان وجوه الفرق بين اللطائف السبعة الإنسانية ] فنقول : اعلم : أنّ الإنسان في حقيقته وهيئته جمعية أحدية من جوهرين هما جسمه وروحه :
أحدهما - وهو الجسم - جوهر ، متحيّز ، مظلم ، كثيف ، مركَّب ، عنصريّ ، ثقيل ، ميّت ، منفعل ، سافل ، حادث ، متغيّر .
والثاني - وهو الروح - جوهر غير متحيّز يروّح الجوهر - المظلم الكثيف الميّت - عن ظلمته وكثافته وموته بنوره الذاتي وحياته الحقيقية وبساطته الوحدانية وحركته وخفّته .
وهذا الجوهر الثاني غير المتحيّز لا يفتقر إلى متحيّز في تقوّم حقيقته وتحقّق وجوده في عينه ، ويسمّى هذا الجوهر روحا مروّحا لجسمه عن خصائصه العدمية .
وبين الجوهرين تباين كلَّي في الحقائق ، فلا جامع غير الوجود والجوهر ، فأوجد الله من هذا الجوهر بهذه الحيثية والاعتبار جوهرا ثالثا هو النفس ، وهي جوهر غير متحيّز وغير متقوّم بالمتحيّز ، له تعلَّق التدبير والتعمير والتسخير بالمتحيّز ، وهو الجسم .
وذلك لأنّ النفوس الناطقة - وإن كانت جواهر وحدانية نورانية - فإنّها مشتملة على قوى كثيرة وخصائص وحقائق كذلك ، ظهورها متوقّف على تعلَّق التدبير والتسخير والتعمير والتنوير بجعل الله - تعالى - هذه الجواهر النفسانية الإنسانية وسائط بين الجوهر النيّر الحيّ الشريف الوحداني القدسي الروحي ، وبين الجوهر الآخر المظلم الميّت المركَّب الكثير لمناسبتها الجوهرين بجهتيه : الوحدانية المطلقة والكثرة النسبية ، والتقيّد بالتعلَّق بالمتعلَّق ، فأوصلت فضائلها القدسية وأنوارها الكمالية الروحية إلى الجوهر الآخر يحيا بها ، وتنوّر وتروحن واكتسب الفضائل كلَّها .

89

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست