responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 87


[ في سعة عالم المعاني وإحاطتها ] فنقول : عالم المعاني والحقائق أوسع وأعظم من سائر العوالم لعدم خلوّ عالم من العوالم العلوية والسفلية - جمليّا كان أو تفصيليا - عن معان كثيرة قائمة ، بل التحقيق الأتمّ هو أنّ « العالم » عبارة عن معان قائمة بالوجود الظاهر بها وعالم المعاني عبارة عن صور علم الحق بحقائق الأشياء ، ولا خفاء في سعة الحضرة العلمية وهي حضرة تعيّن معنويات الأشياء ، فكان عالم المعاني أعظم سعة وأوسع فلكا وحيطة . ثم العوالم بعدها في الوجود بعضها أوسع من البعض ممّا دونه فعالم الملكوت - وهو عالم الأرواح - أوسع فلكا وأعظم حيطة من عالم الخلق والملك والشهادة . ثم من عالم الخلق أيضا العرش والكرسي والأفلاك والسماوات أعظم وأوسع من عالم الكون والفساد وبعض عالم الكون والفساد أيضا كذلك أوسع وأعظم ممّا دونه ، وهذا بيّن بين أهل النظر .
ولمّا كان الأعلى أوسع وأعظم ممّا دونه ، فبالأولى والأحقّ والأخرى أن يكون عالم الألفاظ والعبارات أقلّ وأضيق فلكا من عالم المعاني والحقائق الذي [ هو ] أوسع العوالم وأعلاها وأوّلها وأولاها ، فلو كانت هذه الألفاظ والعبارات أوسع فلكا وأعظم حيطة من عالم المعاني - وذلك بيّن البطلان على ما مرّ - لكانت الألفاظ والعبارات أكثر من المعاني ووجدت ألفاظ [1] لا معاني لها ، وليس الأمر كذلك .
ولا يقال : قد يركَّب من الحروف ألفاظ لا معاني لها لكوننا لم نضعها لمعان .
لأنّا نقول : هب أنّكم لم تضعوها لمعان في زعمكم ومبلغ علمكم ، ولكن لم قلتم بأنّ حروفها والتركيبات - الخاصّة الواقعة فيها ممّا ركَّبتموها وما لم تركَّبوها وهي محتملة الوقوع فيها على اختلاف أنواع الأوضاع وكثرة أنحائها - ليس في صلاحيتها الدلالة على معان علمها الحقّ الذي هو الواضع الأصل الأوّل ، الذي يضع منها ما شاء في نفوسكم وأذهانكم أن يضعوها على معان يعنونها فإنّ المعاني تعقّلات عناها العاني ؟



[1] م : ووجدت الألفاظ لا معاني لها .

87

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست