responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 721

إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)


والظهور والبطون ، والفعل والانفعال ، والبرزخية الإنسانية المشار إليها أيضا منفعلة عن العين بين التعيّن الأوّل ولا تعيّن الذات جامعا لهما وفاصلا بينهما ظاهرا بتثليث فرديته الأولى التي هي محتد نشأته وأصل وجوده ، صلَّى الله عليه ، والتأنيث نعت للمنفعل ، ذاتيّ ، والتذكير كذلك وصف للفاعل ، والأمر بين حق باطن أو ظاهر ، وخلق باطن أو ظاهر كذلك في مقامي الأوّلية والآخرية بنسبتي الظهور والبطون ، أو الغيب والشهادة ، والحقيقة واحدة في الكلّ ، والفعل والانفعال صادقان لها في جميع هذه النسب - أعني الظاهرية والباطنية ، والغيب والشهادة ، والخلقية والحقّية ، والربّ والعبد - بالذات من حيث أحدية العين ، فالبرزخ الجامع فاعل بين منفعلين كالتذكير بين تأنيثين ، فأظهر - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذه الأسرار والحقائق - من كونه أوتي جوامع الكلم - في جميع أقواله وأفعاله ، وراعى الفردية كذلك في الكلّ ، فقدّم التأنيث الحقيقيّ الذي للذات أو الحقيقة أو العين أو الإلهية أو الربوبية أو الصفة أو العلَّة على اختلاف المشاهد والنظر ، وأخّر التأنيث أيضا في الصلاة من حيث اللفظ وأدرج الطيب - مذكَّرا - بين مؤنّثين ، فما أعلمه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما ذكر ، رضي الله عنه - بالحقائق ، فاعلم ذلك ، فإنّ هذه المباحث - وإن تكرّر ذكرها في هذا الكتاب - فهي على صعوبتها عند من لم تنكشف له حقيقة ، والله الموفّق .
قال - رضي الله عنه - : « وأمّا حكمة الطيب وجعله بعد « النساء » فلما في النساء من روائح التكوين ، فإنّه أطيب الطيب عناق الحبيب ، كذا قالوا في المثل السائر ، ولمّا خلق عبدا بالأصالة ، لم يرفع رأسا قطَّ إلى السيادة ، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كوّن الله عنه ما كوّن ، فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطَّيبة ، فحبّب إليه الطيب ، فلذلك جعله بعد « النساء » فراعى الدرجات التي للحق في قوله : * ( رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ ) * [1] لاستوائه عليه باسمه « الرحمن » فلا يبقى فيمن حواه العرش من لا تصيبه الرحمة الإلهية ، وهو قوله - تعالى - : * ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ



[1] غافر المؤمن ( 40 ) الآية 15 .

721

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 721
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست