responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 705


وأنبائهم مثل انقيادهم - مثلا - إلى إنباء من ينبئ بما بعد الموت وإنبائه بعد أن يموت ، وأحياه الله في رأى العين وأخبر بما شاهد ، فإنّ تأثير مثل ذلك في عموم إيمان الخلق أبلغ ، فكان من قضيّة خالد عليه السّلام أنّه كان قويّ الهمّة ، والغالب عليه شهود الأحدية ، فظهرت في زمانه بين قومه - وكانوا يسكنون في بلاد عدن - نار عظيمة خرجت من مغارة ، فأهلكت الزرع والضرع ، فصمد إليه قومه وقصدوه - على ما اعتادوا منه في دفع الملمّات ورفع المهمّات - حتى يدفع عنهم أذيّة تلك النار ، وكانوا مؤمنين ، فلما رأى خالد بن سنان عليه السّلام تلك النار ، أخذ يضربها بعصاه من خلفها ، ويقول : بدّا بدّا ، حتى بدّد النار وفرّقها ، فرجعت النار هاربة وهو يضربها بعصاه ويقول : بدّا بدّا حتى ساقها إلى مغارة خرجت منها فأدخلها في المغارة ثمّ قال لأولاده وقومه : إنّى أدخل المغارة خلف النار ، حتى أطفئها ، وأمرهم أن يدعوه ولا يدعوه إلى ثلاثة أيّام تامّة ، فإنّهم إن نادوه ودعوه قبل تمام ثلاثة أيّام وفي أثنائها ، فإنّه يخرج ويموت ، وإن صبروا إلى تمام ثلاثة أيّام ، خرج سالما ، وقد دفع عنهم أذية النار ، فلمّا دخل المغارة خلف النار ، صبروا يومين واستفزّهم الشيطان ، فلم يصبروا تمام ثلاثة أيّام ، فصاحوا به قبل تمام الوقت ودعوه ونادوه وارتابوا أنّه ربما يكون قد هلك ، فخرج عليه السّلام من المغارة ويداه على رأسه من الألم الذي ألمّ به من صياحهم وندائهم قبل تمام الميقات ، فقال لهم : « ضيّعتموني وأضعتم قولي وعهدي » وأخبرهم بموته ، وأمرهم أن يقبروه ويرقبوه أربعين يوما فإنّه يأتيهم بعد الأربعين قطيع غنم يقدمها حمار أبتر مقطوع الذنب ، فإذا حاذى قبره ووقف ، فلينبش على خالد عليه السّلام قبره ، فإنّه يقوم ويخبرهم بجليّة الأمر بعد الموت عن شهود ورؤية ويقين ، فيحصل الخلق كلَّهم على اليقين بما أخبرت الرسل ، وتصحّ عندهم الإخبارات النبويّة كلَّها ، ثمّ مات خالد ، فدفنوه وانتظروا عبور أربعين يوما ، وانتظروا بعد ذلك قطيع غنم ، فجاء القطيع - كما ذكر - يقدمه حمار أبتر ، فوقف حذاء قبره فهمّ مؤمنو قومه ، وأولاده أن ينبشوا عليه - كما أمرهم - حتى يخبرهم بصدق الأنبياء والنبوّات كلَّها فأبى أكابر أولاده ، وقالوا يكون عار عند العرب أن ينبش على أبينا ، فيقال فينا : أولاد المنبوش وندعى بذلك ، فحملتهم الحميّة الجاهلية على ذلك ،

705

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 705
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست