responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 691

إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)


أو سفل وهو الأرض * ( إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) * [1] أو يظهر هو بما » يعني بالربوبية « فلمّا قال فرعون لأصحابه : إنّه * ( لَمَجْنُونٌ ) * [2] كما قلنا في معنى كونه مجنونا ، زاد موسى في البيان ليعلم فرعون رتبته في العلم الإلهي ، لعلمه بأنّ فرعون يعلم ذلك ، فقال : * ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) * [3] فجاء بما يظهر ويستر وهو الظاهر والباطن وما بينهما وهو قوله :
* ( بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) * [4] . * ( إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) * [5] أي إن كنتم أصحاب تقييد ، إذ العقل تقييد ، فالجواب الأوّل جواب الموقنين ، وهم أهل الكشف والشهود [6] بالوجود ، فقال :
* ( إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) * أي أهل كشف ووجود ، فقد أعلمتكم بما تيقّنتموه في شهودكم ووجودكم ، وإن لم تكونوا من هذا الصنف فقد أجبتكم في الجواب الثاني إن كنتم أهل عقل وتقييد وحصر ، ثم الحق فيما تعطيه أدلَّة عقولكم ، فظهر موسى بالوجهين ، ليعلم فرعون فضله وصدقه » .
يشير - رضي الله عنه - إلى أنّ الجواب الأوّل على مقتضى الكشف والشهود ، فإنّه أعلم في ذلك أنّ الجواب عن الحقيقة والماهية - مع قطع النظر عن الإضافة - محال ، فإعراضه بالفعل عن التصدّي للجواب عن السؤال بالماهية إعلام تامّ بأنّه مطلق عن كل قيد وحدّ ، ولا يدخل تحت حدّ بجنس وفصل ، لاستغراقه الكلّ ، وعدل إلى بيان حقيقة الربوبية المضافة ببيان المضاف إليه ، بأنّه هو الذي له ربوبية العالمين ، وهو عالم الأرواح العالية والأجسام السافلة ، وربّ ما علا وما سفل من الأجسام أي الظاهر بربوبيته في العالمين ، والباطن بهويته ، لكونها عين العالمين وما بينهما من الأسماء والصفات والنسب والإضافات .
والجواب الثاني بما ظهر من عالم الأجسام والخلق ، وما بطن عالم الأرواح والعقول ،



[1] الشعراء ( 26 ) الآية 24 .
[2] الشعراء ( 26 ) الآية 27 و 28 .
[3] الشعراء ( 26 ) الآية 27 و 28 .
[4] العنكبوت ( 29 ) الآية 62 وغير ذلك .
[5] الشعراء ( 26 ) الآية 27 و 28 .
[6] في بعض النسخ : وهم أهل الكشف والوجود فقال .

691

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 691
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست