نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 538
أقيموا في مقام التحقّق بالعليم وعلَّام الغيوب وعالم الغيب والشهادة وبالحيّ المحيي بهذه الحياة العلمية الإلهية الذاتية النورية ، وهي مخصوصة بالله ومن أحياه بهذا العلم خاصّة من خاصّة الخاصّة وصفوة الخلاصة ، فأقامهم الله به وقام بهم ، وهذا الإحياء مثل إحياء الموتى صورة ، فإنّ كلا من خصائص الله ومن أعطاه ذلك وأذن له أو أمره به ، بل هو - أعني الإحياء بالحياة العلمية - أعلى وأرفع ، لأنّه إحياء النفوس والأرواح ، وذلك إحياء الأجسام والأشباح ، ولكن لمّا قلّ طلَّاب هذه الحياة وكثر طلَّاب الآخرة ، وجد حصول هذا من كمّل الرسل والأنبياء والأولياء ، وشوهد كثيرا ، ولم يشهد إحياء الأجسام والموتى في الناس إلَّا في عيسى ومن كان عيسويّ المشهد من الأولياء ، وذلك بالنادر مع توفير الرغبات في ذلك ، واستشراف النفوس إلى ذلك ، استعظموا ذلك ، لعزّته وعدم الظفر به ، وأنّه - والله - عظيم ولكن إحياء النفوس بهذه الحياة العلمية النورية أعظم وأعزّ وأشرف ، لكون الأرواح والنفوس أشرف من الأجسام ، فافهم . قال - رضي الله عنه - : < شعر > فلولاه ولولانا لما كان الذي كانا < / شعر > يعني - رضي الله عنه - : أنّه لا بدّ في كون الأفعال الكونية والإلهية من الله من صدور وجود أعيانها ، ولا بدّ أيضا من الحقائق الكلَّية الكمالية العبدانية القابلة للوجود الحق الواحد وأكوانه الفعلية من التجليات والتعيّنات ، فنحن بعبوديّتنا ومألوهيّتنا ومربوبيتنا نظهر كونه ذا أسماء وتجلَّيات ، والله بإلهيته وربوبيته يفيض علينا الوجود وعلى الأكوان وعلى الأفعال الصالحة ، إضافة إلى الله من وجه ، [ و ] إلينا من وجه ، ولا بدّ منه ، كما قلنا في الغرّاء التائية : < شعر > فلا بدّ منه إنّه كلّ بدّنا ولا بدّ منّا في أصحّ الأدلَّة < / شعر > قال - رضي الله عنه - : < شعر > فإنّا أعبد حقّا وإنّ الله مولانا وإنّا عينه فاعلم إذا ما قلت إنسانا < / شعر >
538
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 538