responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 514


عظيم يصغر بالنسبة إليه كل عظيم ، فإن كان مطلبه هو سرّ القدر من كيفية تعلَّق القدرة بالمقدور من قوله : * ( أَنَّى يُحْيِي هذِه ِ الله بَعْدَ مَوْتِها ) * [1] من طريقة الوحي والإخبار المعهود عند الرسل ، فقد طلبه من الوجه الذي لا يعطى ، فلا جرم ورد الجواب على صورة العتب الموهم عند من لا تحقّق له بحقائق المخاطبات الإلهية .
قال - رضي الله عنه - : « وأمّا عندنا فصورته عليه السّلام في قوله هذا كقول إبراهيم [2] عليه السّلام في قوله : * ( [ رَبِّ ] أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) * [3] ويقتضي ذلك ، الجواب بالفعل الذي أظهره الحق فيه في قوله : * ( فَأَماتَه ُ الله مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَه ُ ) * [4] فقال له : * ( وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً ) * [5] ، فعاين كيف تنبت الأجسام معاينة تحقيق ، فأراه الكيفية ، فسأل عن القدر الذي لا يدرك إلَّا بالكشف للأشياء في حال ثبوتها في عدمها ، فما أعطي ذلك ، فإنّ ذلك من خصائص الاطَّلاع الإلهي ، فمن المحال أن يعلمه إلَّا هو [6] ، وقد يطلع الله من شاء من عباده على بعض الأمور من ذلك . واعلم : أنّها لا تسمّى مفاتح إلَّا في حال الفتح ، وحال الفتح هو حال تعلَّق التكوين بالأشياء ، أو قل - إن شئت - : حال تعلَّق القدرة بالمقدور ، ولا ذوق لغير الله في ذلك ، فلا يقع فيها تجلّ ولا كشف ، إذ لا قدرة ولا فعل إلَّا لله خاصّة ، إذ له الوجود المطلق الذي لا يتقيّد » .
قال العبد : علَّل - رضي الله عنه - نفي العلم بتعلَّق القدرة بالمقدور ذوقا عن غير الحق ، وأثبته لله خاصّة بقوله : « إذ له الوجود المطلق » لأنّ الوجود المطلق الحقيقيّ لا يتقيّد بعين دون عين ، ولا تحقّق دون خلق ، ولا تعيّن دون حقّ ، فإنّه في الحق المطلق عينه مطلقا كذلك ، وفي الحقائق الغيبية العينية العلمية عينها ، وفي الإله عينه ، فهو القدير الذي تتعلَّق قدرته بالمقدورات وعين المقدورات المقدّرة بالفعل والانفعال والتأثير والتأثّر الذاتي من نفسه لنفسه في نفسه ، فلا بدّ أن يختصّ به ذوقا ، ولا قدم لعين معيّن



[1] البقرة ( 2 ) الآية 259 .
[2] في بعض النسخ : كصورة إبراهيم .
[3] البقرة ( 2 ) الآية 259 و 260 .
[4] البقرة ( 2 ) الآية 259 و 260 .
[5] البقرة ( 2 ) الآية 259 و 260 .
[6] في بعض النسخ هذه الإضافة : فإنّها المفاتح الأوّل ، أعني مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلَّا هو .

514

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست