نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 482
إلَّا هو ، فما ثمّ ما يقال فيه : إنّه غير الهوية ، وإلَّا لزم تحقّق الاثنينية في الحقيقة وهي واحدة وحدة حقيقية ، هذا خلف . قال - رضي الله عنه - : « فهو العارف والعالم والمقرّ في هذه الصورة ، وهو الذي لا عارف ولا عالم ، وهو المنكر في هذه الصورة الأخرى ، هذا حظَّ من عرف الحق من التجلَّي » . يشير - رضي الله عنه - [ إلى ] أنّ المعرفة الحاصلة لأهل التجلَّي من التجلَّي بالمتجلَّي تقتضي أن يكون إقراره وإنكاره بحسب اعتقاده وبحسب ما تجلَّى له المتجلَّي في صورة اعتقاده ، والعارف هو الذي يعرف الحق بحقيقته ويعرف تجلَّي الحق له بالحق ، وهو العالم إذ لا معلوم ولا معروف على الحقيقة إلَّا الحق . قال - رضي الله عنه - : « والشهود [1] في عين الجمع ، وهو قوله : * ( لِمَنْ كانَ لَه ُ قَلْبٌ ) * [2] يتقلَّب في تقليبه ، وأمّا أهل الإيمان فهم المقلَّدة الذين قلَّدوا الأنبياء والرسل ، فيما أخبروا به عن الحق ، لا من قلَّد أصحاب الأفكار والمتأوّلين للأخبار الواردة بحملها على أدلَّتهم العقلية ، فهؤلاء الذين قلَّدوا الرسل عليهم السّلام [3] هم المرادون بقوله : * ( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ) * لما وردت به الأخبار الإلهية على ألسنة الأنبياء و * ( هُوَ ) * يعني هذا الذي ألقى السمع * ( شَهِيدٌ ) * [4] ينبّه على حضرة الخيال واستعمالها ، وهو قوله عليه السّلام في الإحسان : « أن تعبد الله كأنّك تراه » والله في قبلة المصلَّي ، فلذلك هو شهيد » . قال العبد : اعلم : أنّ الشهود : قد يكون بمعنى الحضور بالمشهود ، وقد يكون بمعنى الرؤية والشهود للمبصر بالبصر ، وقد يكون للحقائق بالبصائر ، وقد يكون بأحدية جمع البصائر بالأبصار . وللشهود مراتب : فقد يشهد التجلَّي في حضرة الخيال ، وقد يكون المشهود ممثّلا