responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 441

إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)


فهي على استقامتها السببية موصلة إلى المسمّى وهو الله أحدية جمع جمع هذه المسمّيات ، والمستقيم الحقيقي من كل وجه هو الله ، فللَّه الصراط المستقيم ، وذلك ظاهر في كل حضرة حضرة على العموم من كون الجميع متّصلا بالمسمّى ، وهذا ظاهر غير خفيّ ، وسواء كان الاسم كلَّيا أو جزويا ، والمظهر كبيرا أو صغيرا ، فإنّ الله مسمّى الاسم بلا شك ، وكذلك فيمن يعلم ذلك وفيمن يجهل وإن لم يكن هذا هكذا ، فلا عموم إذن في الرحمة لما لم يعمّ ، والرحمة عامّة فالرحمن هو المسمّى بالكلّ ، فهو بالمرصاد لكلّ سالك ، وطريق من الطريق والسالكين ، وغايات الكلّ عند النهايات واصلة إليها .
قال - رضي الله عنه - : * ( ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) * [1] ، فكلّ ماش فعلى صراط الربّ المستقيم ، فهم غير مغضوب عليهم من هذا الوجه ، ولا ضالَّون ، فكما كان الضلال عارضا كذلك الغضب الإلهي عارض ، والمآل إلى الرحمة التي وسعت كلّ شيء وهي السابقة » .
يعني - رضي الله عنه - : أنّ الرحمة كانت سابقة إلى الأشياء قبل إيجادها ، لإزالة غضب العدم ، فأوجدتها بنسبها الذاتية المختلفة ، فامتدّت إليها على رقائقها ، وشدّت على تلك الرقائق إلى حقائقها ، ثمّ سلكت الحقائق الكيانية على تلك الرقائق إلى حقائق أربابها بطرائقها ، فمآل الكلّ - كما قلنا - إلى الله الرحمن ، والكلّ على صراط الربّ المستقيم ، فإنّ الله أخذ أيضا بناصية كل دابّة إليه ، فهو القائد والسائق والطريق ، وهو على الغاية ، قد سبقهم ويرقبهم بالمرصاد .
قال - رضي الله عنه - : « وكلّ ما سوى الحق فهو دابّة ، فإنّه ذو روح ، وما ثمّ من يدبّ بنفسه ، بل يدبّ بغيره ، فهو يدبّ بحكم التبعية للذي هو على الصراط المستقيم ، فإنّه لا يكون صراطا إلَّا بالمشي عليه » .
يعني - رضي الله عنه - : أنّ كلّ ما يسمّى سوى الحق فقيامه بالحقّ والحقّ قيامه ، يسير به إلى غاية كماله الذي أهّل له ، وذلك لأنّ الوجود الحق المتعيّن في قابليته يخرج ما في استعداده بالقوّة إلى الفعل ، وليس له ذلك بدون الوجود الحق ، فهو آخذ بناصيته



[1] هود ( 11 ) الآية 56 .

441

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست