responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 384


الرؤيا [1] يطلب التعبير ، ففعل [2] ، فما وفّى الموطن حقّه ، وصدّق الرؤيا لهذا السبب ، كما فعل تقيّ بن مخلَّد ، الإمام صاحب المسند ، سمع في الخبر الذي ثبت عنده أنّه عليه السّلام قال : « من رآني في المنام ، فقد رآني في اليقظة ، فإنّ الشيطان لا يتمثّل على صورتي » فرآه تقيّ بن مخلَّد وسقاه النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم - في هذه الرؤيا لبنا فصدّق تقيّ بن مخلَّد رؤياه ، فاستقى [3] ، فقاء لبنا ، ولو عبّر رؤياه ، لكان ذلك اللبن علما ، فحرمه الله العلم الكثير [4] على قدر ما شرب ، ألا ترى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي في المنام بقدح لبن قال : « فشربته حتى خرج الرّيّ من أظافيري [5] ثم أعطيت فضلي عمر » قيل : ما أوّلته يا رسول الله ؟ قال : « العلم » وما تركه لبنا على صورة ما رآه ، لعلمه بموطن الرؤيا وما تقتضي [6] من التعبير » .
قال العبد : اعلم أنّ الأمور المغيبة عن العبد إذا أراد الله أن يطلع العبد عليها ويشهده ما شاء منها قبل الوقوع ، فإنّه - تعالى - يمثّل له ذلك في منامه في صورة مناسبة لذلك الأمر في المعنى ، كظهور العلم الفطري في صورة اللبن ، لكون اللبن غذاء لصورته الجسدية من أوّل الفطرة ، كالعلم الذي هو غذاء روح المؤمن من أوّل فطرة الروح ، وكذلك الماء والعسل والخمر صور علم [7] الوحي والإلقاء والحال ، إذا جسد الله لعبده هذه الحقائق على هذه الصور ، فينبغي أن يكون صاحب كشف الصور - الذي يجسّد الله ويمثّل له المعاني والأمور الغيبية صورا مثالية وأمثلة جسدية محسوسة من الله - على علم آخر من الكشف المعنوي يكشف عن وجه ذلك المعنى المعنيّ له قناع الصور والأمثلة الإلهية ، وهو كشف عال ، وعلم شريف ، يؤتيه الله من شاء من عباده



[1] في بعض النسخ : إنّ موطن الخيال يطلب .
[2] في بعض النسخ : فغفل .
[3] في بعض النسخ : فاستقاء .
[4] في بعض النسخ : علما كثيرا .
[5] في بعض النسخ : أظفاري .
[6] في بعض النسخ : وما تقتضيه من التعبير . وفي بعضها : يقتضي .
[7] ف : علوم .

384

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست