responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 37


ما وصل إليه ومجازاة ما أنعم الله عليه من النعماء والآلاء بالمشار إليها من حيث كليات مراتبها ، فإنّه يخصّ ب « الشكر » . وإن لم يكن في مقابلة شيء منها ولا معاوضة ولا مجازاة - كما مرّ - بل حمدا وتعريفا بما هو عليه من الكمالات والفضائل والاستحقاق والأهلية ، فإنّه يخصّ بلفظ « الحمد » . وإن كان من خلق ثناء وتعريفا لخلق آخر من حيث خلقيته ، يسمّى « مدحا » إن كان بما هو فيه من الكمالات ، وإن كان بما ليس فيه ، فذلك « مده » بالهاء .
ومنها : أنّ تعريف كلّ معرّف وحمد كل حامد باللسان والقلب قصدا لكلّ من يحمده ويعرّفه إنّما يكون بحسب معرفته به أوّلا ، حتى يتأتّى له التعريف به عند من لا معرفة له بالمحمود ، وتعريفا [1] بمعرفته بالمحمود ثانيا ، فكلّ من كانت معرفته بالله أتمّ وأكمل ، كان حمده له أتمّ وأفضل وأعمّ وأشمل ، وتفاضل الحامدين المعرّفين لله في محامدهم وتعريفاتهم بحسب تفاوت معرفتهم بالله ، فحامد له - تعالى - من حضرة أو حضرتين أو أكثر بحسب جمعيّته الإنسانية . والحمد الأكمل المحيط الأشمل هو لأكمل الناس من حيث الحق وبه ، أو حمد الحق لنفسه من حيث هذا الكامل جمعا وفرادى ، كما مرّ . فتذكَّر .
ومنها : أنّ الحمد على أنحاء ثلاثة : فإن كان بصفة تنزيه ، فهو « تسبيح » . وإن كان بصفة ثبوت ، فهو « الحمد » . وإن كان بصفة فعل ، فهو « شكر » ، فإنّ حمد كل حامد وتعريفه للمحمود إمّا أن يكون بصفة تنزيه ، أو صفة ثبوتية قائمة بالمحمود يستحسنها الحامد فيعرّف المحمود بها ، أو يحمده بصفة فعل ، وعلى أيّ نحو كان فإنّه لسان من ألسنة الكمال ، يشير إلى كمال في المحمود - قصد الحامد إظهاره - أوّلا ، وإلى معرفة الحامد به - كما مرّ - ثانيا . وفي الآخر إلى كمال غايتي قصد الحامد والإخبار به ، فيقع التصديق بصحّة ما أخبر ، ببرهان وحجّة .
ومنها : أنّ الحمد من حيث إطلاقه لا لسان له إلَّا لسان الذات من كون كل واحد من



[1] أي معرفته بمعرفته بالمحمود ثانيا أي لم يكن غافلا عن معرفته .

37

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست