نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 346
الحيثيات التعيّنية والاعتبارات التعقّلية ، فإذا اعتبرنا الحقيقة والعين . قلنا بالأحدية الصرفة ، وإذا اعتبرنا الكثرة بالفرق والجمع ، قلنا بالكثرة . قال - رضي الله عنه : « فيقول الباطن : « لا » إذا قال الظاهر : « أنا » ، ويقول الظاهر : « لا » إذا قال الباطن : « أنا » وهذا في كلّ ضدّ ، والمتكلَّم واحد وهو عين السامع . يقول النبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - : « وما حدّثت به أنفسها » . يعني - رضي الله عنه - : في مغفرة الله لأمّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذنوبهم الظاهرة من الجوارح الجسمانية ، والباطنة الكائنة من القوى الباطنة ، وما حدّثت به - أي تفعله - من الذنوب وإن لم تفعل . « فهي المحدّثة السامعة حديثها ، العاملة [1] بما حدّثت [ إن ] به نفسها ، والعين واحدة ، و [ إن ] اختلفت الأحكام ، ولا سبيل إلى جهل مثل هذا ، فإنّه يعلمه كل إنسان من نفسه » . يعني - رضي الله عنه - : أنّها المحدّثة نفسها . قال : « وهو صورة الحق » يعني كلّ إنسان إنسان بهذه المثابة ، فكذلك في الجانب الإلهي ، فافهم . قال - رضي الله عنه - : « فاختلطت الأمور ، وظهرت الأعداد بالواحد في المراتب المعلومة . فأوجد الواحد العدد . وفصّل العدد الواحد ، وما ظهر حكم العدد إلَّا بالمعدود ، والمعدود ، منه عدم ، ومنه وجود ، فقد يعدم الشيء من حيث الحسّ وهو موجود من حيث العقل ، فلا بدّ من عدد ومن معدود ، ومن واحد [2] ينشئ ذلك ، فينشأ بسببه » . قال العبد : لمّا كانت العين الواحدة التي لا عين إلَّا هي كثيرة التعيّنات ، فتنوّعت ظهوراتها ، وتعدّدت إنّيّاتها ، فكانت واحدة كثيرة ، وحدة في عين كثرة وكثرة في عين وحدة ، فكانت عين الأضداد في الأعداد ، فاختلطت الأمور ، وأشكل على الفكر الوقوف على سرّ ذلك والعثور ، وحار الجمهور ، وخار العقول ، وعسر الوصول ،
[1] في بعض النسخ : العالمة . [2] في بعض النسخ : ولا بدّ من واحد .
346
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 346