نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 325
وتدلّ ، وإقبال وتولّ ، فكلَّما ازداده المشهود زاد الشهود ، وازدادت لذّات المشاهدة بذات المشاهد المشهود . قال رضي الله عنه : * ( كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه ِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا ) * [1] فالمحيّرون [2] لهم الدور والحركة الدورية حول القطب فلا يبرح [ منه ] » . يعني - رضي الله عنه - : أنّ دأب العبد الحقّ المطلق أن لا يبرح عن المركز نظره إلى وجه الحق ، فهو يدور معه حيث دار وتحقّق ، كالحرباء مع الشمس ، والنيلوفر إذا طلعت تفتّح وجنح وصعق ، وإذا غابت أطبق على طبقاته وانطبق ، وكالفرقدين مع القطب يدور حوله أبدا ، فهو كذلك ناظر بعينه إلى عين الحق يضلّ به الناظر ، لكثرة المناظر ، فهو المنظور الناظر ، والمظهر الظاهر ، والأوّل والآخر ، والباطن الظاهر . قال رضي الله عنه : « [ و ] صاحب الطريق المستطيل مائل ، خارج عن المقصود ، طالب ما هو فيه صاحب خيال إليه غايته » . يعني - رضي الله عنه - : أنّ طالب الحق في وجهة أو أمر معيّن وجهة مائل - بلا شكّ - عن المركز إلى المحيط ، فحركته منقطعة لا تحيط ، فيكون له مبدأ حركة ، ونهاية سير وسلوك منه إليها سلكه . قال رضي الله عنه : « فله « من » و « إلى » [ وما بينهما ] » . يعني - رضي الله عنه - : بداية حركة من الحقّ - الحاصل المشهود في الوجود - إلى غاية تخيّلها ، والحركة الكلَّيّة لها البركة الأصلية ، فلا غاية ولا نهاية لها ، فالمتخيّل للغاية غايته الخيال المتخيّل ، والحجاب عن المشهود المحصّل . قال رضي الله [3] عنه : « وصاحب الحركة الدوريّة لا بدء [ له ] - ) * يعني : في شهوده - فيلزمه « من » ولا غاية فتحكم عليه « إلى » فله الوجود الأتمّ وهو المؤتى جوامع الكلم والحكم » .
[1] البقرة ( 2 ) الآية 20 . [2] في بعض النسخ : فالحائر له الدور . [3] ف : سلام اللَّه عليه .
325
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 325