responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 310


قال - رضي الله عنه : « ونوح عليه السّلام دعا قومه [1] ليلا ونهارا من حيث عقولهم وروحانيتهم ، فإنّها غيب ، ودعاهم أيضا ظاهرا صورهم [2] وجثّتهم ، وما جمع في الدعوة مثل « ليس كمثله شيء » فنفرت بواطنهم لهذا الفرقان فزادتهم فرارا » . [3] قال العبد : الغيب غيبان : حقيقي وإضافي ، والغيب الإضافي عالم الأمر والإبداع ومن الأرواح والعقول والنفوس ، ودعوة نوح من هذه الحيثيّة إلى ما تقتضيه النزاهة والقدس والتوحيد والتجريد وموجبات الانسلاخ عن الكدورات البشرية العنصرية والأوساخ ، فهي ليل من وجه باعتبار أنّ الحجب فيها متراكمة ، وأحكام الإمكان كظلمات مدلهمّة ، وعالم الإبداع والأمر أيضا ليل من وجه آخر من كونه غيبا بالنسبة والإضافة إلينا ، ونهار باعتبار أنّه أوّل مراتب الظهور والشهادة بالنسبة إلى الغيب الحقيقي وعالم المعاني .
ثمّ النهار بالاعتبار الحقيقي هو عالم الظهور التامّ والملك والشهادة ، ودعوتهم نهارا إنّما تكون بلسان عالم الشهادة بحكمه إحكام أحكام المصالح الجسمانية ، والاهتمام بإقامة إلهام الصورية المعيشية . وكانت دعوة نوح أوّلا على الوجه الأوّل ، وثانيا على الوجه الثاني ، ولم تكن بلسان الجمع بين الدعوتين في الحالين ، كما مرّ ، فوقعت منهم الإجابة - كالدعوة بالفرق فعلا وقولا - في صورة الردّ ، فتذكَّر وتدبّر .
قال - سلام الله عليه - : « ثمّ قال عن نفسه : إنّه [4] دعاهم ليغفر لهم ، لا ليكشف لهم ، وفهموا ذلك منه [5] عليه السّلام . لذلك * ( جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ ) * [6] .



[1] في المعتبرة : دعا قومه - ليلا - من حيث عقولهم وروحانيتهم ، فإنّها غيب ، و - نهارا - دعاهم أيضا من حيث صورتهم وحسّهم .
[2] في بعض النسخ : . . . من حيث ظواهر صورهم وحسّهم . وفي بعض النسخ : . . . من حيث ظاهر صورهم وجثثهم .
[3] في بعض النسخ : فزادهم فرارا .
[4] في بعض النسخ : إذ دعاهم .
[5] في بعض النسخ : صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
[6] نوح ( 71 ) الآية 7 .

310

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست