نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 265
اسم في عالمه وكلّ نبيّ في أمّته . قال - رضي الله عنه - : « فعيّن حالا خاصّا ما عمّم . وفي هذا الحال الخاصّ تقدّم على الأسماء الإلهية ، فإنّ الرحمن ما شفع [1] عند المنتقم في أهل البلاء إلَّا بعد شفاعة الشافعين ، ففاز محمّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالسيادة في هذا المقام الخاصّ فمن فهم المراتب والمقامات ، لم يعسر عليه قبول مثل هذا الكلام » . قال العبد - أيّده الله به - : لمّا كانت الشفاعة في إنقاذ أهل البلاء والجهد أوّلا للمرتبة الأحدية الجمعية الكمالية بفتح باب الرحمة في الإيجاد ، فشفعت الحقيقة المحمدية الجمعية الأحدية حقائق القوابل الأفراد بالتجلَّي الرحماني ، فقرن بها الوجود ، فشفعت بأحدية جمعها وفردانيّتها بين القابل والتجلَّي ، فأنقذت الحقائق من ظلمة العدم ، فيظهر سرّ ذلك آخرا بشفاعته - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأهل المحشر ، فيشفع أوّلا للشفعاء من الأسماء الإلهية والأنبياء ، حتّى يشفّعوا ، فيشفعوا في عوالمهم وأممهم ومتعلَّقات خواطرهم وهممهم ، فله في هذا المقام الخاصّ سيادة على الكلّ ، بإنقاذ مظاهرهم عن الذلّ ، وذلك سلطنة أسماء القهر والجلال ، ك « القاهر » و « المنتقم » و « المعذّب » ، إذا ظهرت في الدنيا والآخرة ، بطنت سلطنة أسماء اللطف والجمال ، فلم يظهر لها حكم إلى أن تنقضي سلطنة أسماء العذاب ، وحينئذ أظهرت الحقيقة المحمدية الإنعامية الكلَّية [2] من خزائنها الأحدية الجمعية حقائق اللطف والجنان ، والعفو والإحسان ، فشفعت بأحدية جمعها فردية الرحيم الرحمن ، فزهرت يفاع بقاع الجنان ، أزهار رياض الفردوس بالحور والقصور والولدان ، وأظهرت سرّ قوله : « سبقت رحمتي غضبي » ففاضت الرحمة وغاضت النقمة * ( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّه ِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) * [3] . قال - رضي الله عنه - : « وأمّا المنح الأسمائية فاعلم : أنّ منح الله - تعالى - خلقه رحمة منه بهم ، وهي كلَّها من الأسماء . فإمّا رحمة خالصة كالطَّيب من الرزق اللذيذ
[1] في بعض النسخ : ما يشفع . [2] ف : الكمالية . [3] الزمر ( 39 ) الآية 75 .
265
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 265