responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 260


قال الشيخ - رضي الله عنه - : « فإن فهمت ما أشرت إليه ، حصل لك العلم النافع » .
يعني - رضي الله عنه - لكونه مفيضا [1] إلى كمال التبعية المنتج لكمال التحقّق بالحقيقة ، فإنّ حصول هذا العلم النافع إنّما هو بكمال التبعية لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - المنتجة لمحبّة الله من قوله - تعالى - : * ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ) * [2] فمن كان أكمل في تبعيته والتخلَّق بأخلاقه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهو الأفضل في التحقّق والأكمل في التخلَّق بحقائق الأخلاق الإلهيّة .
قال - رضي الله عنه : « وكلّ نبيّ [3] من لدن آدم إلى آخر نبيّ ما منهم أحد إلَّا يأخذ من مشكاة خاتم النبيّين وإن تأخّر وجود طينته ، فإنّه بحقيقته موجود ، وهو قوله :
« كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين » وغيره من الأنبياء ما كان نبيّا إلَّا حين بعث » .
قال العبد - أيّده الله به - : قد علمت فيما سلف أنّ الحقيقة المحمدية في صورتها الحقيقة التي حذي آدم عليها ، لم تزل قائمة بمظهرية الله في جميع العوالم العلوية الروحانية ، وفوقها قبلها في العوالم النورانية الأسمائية بالقبلية المرتبيّة والذاتية لا الزمانية ، وفوقها قبلها في العوالم النفسية الرحمانية العمائية ، وبعد وجوده وظهوره في الأرواح النورية ، كان روحه روحا كلَّيا جامعا لخصائص عوالم الأمر ، مبعوثا إلى الأرواح البشريّين والملكيّين نبيّا من عند الله بالاختصاص الأحدى الجمعي ، كما أشار إلى ذلك بقوله : « أوّل ما خلق الله نوري » فجمع الله في هذا النور المحمدي جميع الأنوار النبوية وأرواح الأولياء جمعا أحديا قبل التفصيل في الوجود العيني ، وذلك في مرتبة العقل الأوّل ومظهرية الاسم « المدبّر » ثمّ تعيّنت الأرواح في مرتبة اللوح المحفوظ وتميّزت بمظاهر خصائصها وحقائقها النورية ، فبعث الله الحقيقة المحمدية الروحية النورية إليهم نبيّا ينبئهم عن الحقيقة الأحدية الجمعية الكمالية .



[1] كذا . والظاهر : مفضيا .
[2] آل عمران ( 3 ) الآية 31 .
[3] في بعض النسخ : فكل نبيّ .

260

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست