نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 250
ليس لهم ذلك ، وخاف عليهم من دعوى بلا معنى ولا نحوى [1] ، أنشأ كتابا جامعا لمسائل غامضة خصيصة له بالمشرب الختمي ، وذكر أنّه لا يشرحها على ما ينبغي إلَّا خاتم الأولياء ، وأنّه يطابق اسم هذا الخاتم المجيب اسم الحكيم السائل - رضي الله عنه - وكذلك اسم أبيه يطابق اسم أبيه ، فلمّا عثر أهل الدعوى على هذا المعنى ، نكصوا على أعقابهم ، ورجعوا إلى الله عن تراميهم إلى مقام الختم وانتسابهم . ثم لمّا بعث هذا الخاتم في أقصى البلاد - وهو المغرب - من العرب ، شرح تلك المسائل ، وأوضح الحجج على تلك الدلائل ، وحصلت المطابقة بين الأسماء كما ذكر الحكيم ، فكان ذلك أحد البراهين الدالَّة على ختمية هذا الخاتم الصحيح نسبته من طيّئ إلى الحاتم ، كما قلنا في بعض مدائحه - رضي الله عنه - في رسالة لنا سمّيناها بالنصوص الواردة بالأدلَّة على ختمية ولاية الخصوص في الغرّاء الميمية من فتوح دار السلام ، شعر : < شعر > وخاتم حاتميّ الأصل من عرب عزّت به من كرام الغرب أعجام له بحولان أخوال جحاجحة ومن صناديد آل الطيّ أعمام < / شعر > القصيدة بطولها في الرسالة المذكورة ، فاطلبها منها إن شاء الله تعالى . ومن الدلائل على ختميته ما روّينا من مشهده الغيبي القلبي الذي رآه بقرطبة من تنزّل أرواح السيّارات وأرواح منازل القمر وهي ثمانية وعشرون على عدد الحروف وأرواحها أيضا ، فإنّها تنزّلت في صور الجواري الحسان النورانيّات ، وباشرهنّ واقتضّهنّ جميعا ، وهذا المشهد لا يراه إلَّا أكمل ورثة محمّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الختمية الخصوصية المذكورة ، على ما استدللنا بذلك على ختميته في تلك الرسالة ، فاعلم ذلك . ومن دلائل ختميته - رضي الله عنه - أيضا أنّه كان بين كتفيه في مثل الموضع الذي كان لنبيّنا خاتم النبيّين - صلَّى الله عليه وسلَّم - علامة مثل زرّ الحجلة ، ثابتة لهذا الخاتم