نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 230
قال الشيخ - رضي الله عنه - : « والتعجيل بالمسؤول فيه والإبطاء للقدر [1] المعيّن له عند الله ، فإذا وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة ، وإذا تأخّر الوقت إمّا في الدنيا وإمّا في الآخرة ، تأخّرت الإجابة أي المسؤول فيه ، لا الإجابة التي هي لبّيك من الله . فافهم هذا » . [2] قال العبد : اعلم : أنّ كل سؤال يسأله العبد من الله ف [ لا بدّ و ] أن يجيبه فيه لا محالة وقد أوجب على نفسه الإجابة بقوله : * ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ ) * [3] وأنّه لا أوفى من الله بعهده ووعده ، فإذا دعاه العبد ، أجابه في الحال بلبّيك ، وذلك في مقابلة ما يلبّى العبد إذا دعاه ، ولكنّ الله - تعالى - إذا علم من العبد تأخّر ظهور الاستعداد الحالي عن حصول المسؤول ، بادره الله في الحال بما يعينه على كمال القابلية والاستعداد ، وبعده لقبول تجلَّي الإجابة في عين المسؤول وذلك لعدم موافقة الاستعداد وقت السؤال ، فإذا جاء الوقت المقدّر لحصول عين المسؤول ، ووافقه السؤال ، أجيب في الحال ، فالإجابة إذن من أوّل وقت السؤال - أيّ سؤال كان ، ومن أيّ سائل كان - واجبة الوقوع من الله ، ولكن ظهور حكمها عند السائل بقدر استعداده وقابليّته ، وأوان ظهور حكم الإجابة إنّما هو في إعداده وإمداده تكميل استعداده لظهور المسؤول المأمول . [4] وإذا علم الله من العبد كمال الاستعداد في السؤال بلسانه الحالي والذاتي والاستعدادي قبل سؤاله بلسانه الشخصي ، بعثه على السؤال ، وأجابه في الحال ، فمن لم يعثر على هذا السرّ ظنّ أنّ سؤال بعض العبيد لا تتأخّر عنه الإجابة والبعض غير مجاب وليس الأمر كما ظنّ ، بل كان دعاء كلّ داع يدعو الله [5] في شيء فإنّه مجاب ، ولكنّ الأمر كما أمر الله تعالى * ( وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ الله ) * [6] وهو الكمال
[1] للقدر خبر للتعجيل . [2] في النسختين هكذا : وإذا تأخّر الوقت ، تأخّرت الإجابة إمّا في الدنيا أو إلى الآخرة ، لا الإجابة من اللَّه . [3] المؤمن أو غافر ( 40 ) الآية 60 . [4] ف : المأمور . [5] في ف : دعاء من كلّ داع . وفي م : دعاء كل من داع . [6] الرعد ( 13 ) الآية 38 .
230
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 230