نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 203
وأمّا استناد العوالم - التي كنى عنها الشيخ - رضي الله عنه - بالرّعايا - إلى هذا الخليفة - وهي الخليقة - : فمن حيث إنّ كلّ حقيقة من حقائق ذات الخليفة ونشأته برزخ - من حيث أحدية جمعها - بين حقيقة ما من حقائق بحر الوجوب وبين حقيقة مظهرية لها من حقائق بحر الإمكان هي عرشها ، وتلك الحقيقة الوجوبية مستوية عليها ، فلمّا ورد التجلَّي الكمالي الجمعي الإلهي على المظهر الكمالي الإنساني ، تلقّاه بحقيقة الأحدية الجمعية الكمالية ، وسرى سرّ هذا التجلَّي في كل حقيقة من حقائق ذات الخليفة ، ثم فاض نور التجلَّي منها على ما يناسبها من العالم ، فما وصلت الآلاء والنعماء الواردة بالتجلَّي الرحماني على حقائق العالم إلَّا بعد تعيّنه في الإنسان الكامل بمزيد صبغة لم تكن في التجلَّي قبل تعيّنه في مظهرية الإنسان الكامل . فحقائق العوالم وأعيانها رعايا للملك الحقيقي المالك لهم ، وعلى الخليفة رعاية رعاياه على الوجه الأنسب والأليق والأفضل ، وفيه تتفاضل الخلائف بعضهم على بعض ، فاجهد واشهد واكشف ، تشهد ، والله الهادي . قال - رضي الله عنه - : « فما صحّت الخلافة إلَّا للإنسان الكامل فأنشأ [1] صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره ، وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى . ولذلك قال : « كنت سمعه وبصره » ولم يقل : كنت عينه [2] وأذنه ، ففرّق بين الصورتين » . [ بيان إيجاد الحق صورة ظاهر الإنسان ] قال العبد : أمّا إنشاء صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره فمن حيث إنّ ظاهرية الإنسان أحدية جمع جميع الحقائق الكونية وصورها ، فما من ذرّة من ذرّات الوجود من العقل الأوّل إلى آخر نوع من أنواع الموجودات الكونية إلَّا وفي نسخة ظاهر الإنسان الكامل نظيرتها ومندوحتها ، ونسبتها إليه كنسبة الأصل إلى الفرع ، ونسبة حقائق ذات الإنسان وصورها إلى حقائق العالم وصورها نسبة الأصل إلى الفرع ،
[1] في بعض نسخ الفصوص : وأنشأ صورته . [2] في بعض النسخ : وما قال : كنت عينه .
203
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 203