responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 154


« التجلَّي » ورفع محلّ « الفيض » المجرور بإضافة « قبول » إليه ، يعني أنّ الفيض الأوّل المعدّ لقبول التجلَّي يكون هو القابل للتجلَّي ثانيا ، والفيض - بعد تعيّنه في قابلية [1] الماهية القابلة له بحسبها - يستعدّ استعدادا ثانيا وجوديا قابلا للتجلَّي ، فيكون حينئذ قابل الحقّ إنّما هو الحقّ ، والفيض الأوّل - الذي وجد به القابل أوّل مرّة - يقبل التجلَّي الدائم الذي لم يزل ولا يزال لكون الحق المتجلَّي دائم التجلَّي بالاقتضاء الذاتي ، فإنّه فيّاض النور أبدا الآبدين .
وقوله - رضي الله عنه - : « وما بقي إلَّا قابل ، والقابل من فيضه الأقدس » بعد ذكر ما ذكر وإن أوهم أهل الوهم أنّه كالتكرار ، ولكن ليس كذلك ، ولكن ما ذكر إنّما ذكر بالضمن ، وهذا عطف على قوله : « وكان الحق أوجد العالم » وما بقي إلَّا قابل . وما ذكر في البين هو حشو اللوزينج [2] لزيادة البيان .
ولمّا كان الفيض دائما والقبول كذلك أيضا ، وجب لقابل الفيض أن يقبل - بعد التلبّس بأحكام ماهية العالم وحقيقته ، والانصباغ بأحكام حقائقه - تجلَّيات أخر لا تتناهى دائما أبدا الآبدين فإنّ ما دخل في الوجود ، وصار واجب الوجود بالوجود الحق الدائم ، فإنّه لا ينقلب عدما ، ولكنّ التعيّنات والظهورات والنشآت تنقلب عليه .
فإنّ قيل : قوله - تعالى - : * ( كُلُّ من عَلَيْها فانٍ ) * [3] ، وانقراض المشهود من الدنيا دليل صريح على انعدام الموجودات .
قلنا : متعلَّق الانعدام والفناء إنّما هو التعيّن الشخصي لا الوجود [4] المتعيّن في الحقيقة المعيّنة ، فيفنى تعيّن الوجود في مادّة تعيّن ، ويظهر في أخرى برزخيّ [5] وحشريّ وجناني ، أو جهنّمي أو كينيّ ، هكذا إلى الأبد ، فالقابل والمقبول باقيان



[1] م : في القابلية الماهيّة .
[2] نوع من الحلويات .
[3] الرحمن ( 55 ) الآية 26 .
[4] ف : الوجودي .
[5] كذا . والظاهر : برزخية وهكذا .

154

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست