responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 127


قال الشيخ - رضي الله عنه - : « خذه واخرج [ به ] إلى الناس ، ينتفعون به » .
قال العبد : أمره عليه السّلام بأخذ هذا الكتاب إشارة إلى أنّه - رضي الله عنه - هو الخاتم المخصوص بختمية ولأنّه الخصوص وذلك لأنّ الحكم التي في ضمن « فصوص الحكم » - المخصوصة بمقامات الختمية المحمدية المتعيّنة في كل مقام من مقامات الكمالات الخصيصة بالحضرات الأسمائية الإلهية التي [ هي ] لهؤلاء الأنبياء المذكورين فيه - جملة تجلَّياتها وعلومها وأحكامها ، فأمر خاتم الأنبياء بإخراج هذه الحكم الختمية يجب أن يكون لوارثه الأكمل في الختمية الجمعية إذ حقائق الختمية وعلومها لا تكون إلَّا للمتحقّق بالختمية ، فافهم الإشارة فإنّها لطيفة ، وهو مثل قوله - تعالى - لموسى بن عمران : * ( فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها ) * [1] يعني في زعمهم ومبلغ علمهم ، وإلَّا فكلّ ما فيها أحاسن ومنها تنبعث المحامد والمحاسن .
وقوله : « واخرج به إلى الناس ينتفعون به » إشارة إلى أنّ هذه الحكم الأحدية الجمعية الكمالية المحمدية الختمية إنّما يظهرها الله به وعلى يديه ولسانه - صلَّى الله عليه وسلَّم - .
وسياق الكلام يقتضي ظاهرا أن يكون قوله : « ينتفعون به » مجزوما بإسقاط نون « ينتفعون » لكونه جواب الأمر ، وهو ظاهر ، ولكنّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بشّر الشيخ - رضي الله عنه - بأنّ الناس - أي المتحقّقين بالإنسانية إلى يوم القيامة - ينتفعون ، ويخرّج على أنّه ليس جواب الأمر ، ولكنّه إخبار ابتدائي منه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذلك ، أي بصورة الحال الجارية لمزيد إعلام وبشارة ، فهو جواب سؤال مقدّر - لو سئل - صلَّى الله عليه وسلَّم - : إنّ هذه الحكم تعلو وتجلّ عن فهم الناس الحيوانيين - بأنّ فيهم ناسا مؤهّلين للكمال ينتفعون به .
قال الشيخ - رضي الله عنه - : « فقلنا السمع والطاعة لله ورسوله ولأولي [2] الأمر منّا ، كما أمرنا » .



[1] الأعراف ( 7 ) الآية 145 .
[2] كذا في النسختين . والظاهر - كما في جميع نسخ الفصوص - : أولي الأمر منّا .

127

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست