نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 110
وأمّا إمداده - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالهمّة فإنّ همّة الحقيقة المحمدية الكمالية سارية بسرّ الملإ من حضرة أحدية جمع الجمع والعدد ، ونون مدّات المداد النفسي الرحماني أبدا لأبد ، في جميع الهمم المتعلَّقة بجميع الكمالات ما انطلق منها وما تقيّد ، وما تكثّر وتعدّد فتجدّد فتحدّد ، وما توجد [1] وتأبّد إلى أبد الأبد ، منتهى الأمد وغاية السرمد وذلك لأنّ الإمداد إنّما تصل وتتعيّن مرتبته الأزلية الأبدية ، وهي برزخيّته الكبرى الجامعة بين الإطلاق والتعيين الذاتيين ، وأحدية جمعه بين الغيب الذاتي الباطن أبدا وبين الشهادة المتعيّنة بالتعيّن الأوّل المحيط بجميع التعينات الوجودية والذاتية الشهودية . والنون الأوّل الجمعي الذاتي الذي منه جميع المدّات المدادية ، وانبعاث الأنفاس الرحمانية الإمدادية ، فمن حقيقته - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتعين الإمداد ، ولكن ظهورها من حضرة الرحمن بالنفس الرحماني ، فالنون - وهو الدواة لغة - هاهنا مجتمع المدّات المدادية ، ومنبعث إمداد التجليات الإمدادية . وللنون - الذي هو مجتمع مداد الموادّ الحرفية النفسية الرحمانية من كونه أمّ الكتاب - خمس مراتب : أحدها : التعيّن الأوّل الذي هو جمع جميع الحقائق الكيانية والربّانية ، والحروف الفعلية المؤثّرة الوجوبية ، والمنفعلة المتأثّرة الإمكانية ، وهو أمّ الكتاب الأكبر . والنون الثاني : دواة المدّات المدادية التي هي مادّة الحروف الإلهية النورية ، وهيولى الصور الفعلية الوجوبية ، وعماء الربوبية . والنون الثالث : هو حقيقة الحقائق الكونية التي هي أحدية جمع جميع الكائنات المشار إليها [2] ب « أوّل ما خلق الله الدرّة » وفي رواية « البرّة » وهو مجتمع مدّات الحروف الكونية ، وهو أمّ الكتاب المسطور في الرقّ الوجودي المنشور . [ و ] الرابع : أمّ الكتاب المبين وهو اللوح المحفوظ المصون ، ويسمّيها أهل الحكمة العرفية النفس الكلَّية ، ومحلّ تعيّنه من عالم الأجسام في الفلك الثامن من فلك الكرسيّ الكريم ، وفيه تفاصيل تعيّنات المظاهر الكاملات من الكلمات والآيات والسور