كما قال ( فوجود الكثرة في الأسماء هي النسب وهي أمور عدمية ، وليس إلا العين الذي هو الذات فهو العلى لنفسه لا بالإضافة ، فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة لكن الوجوه الوجودية ) أي المنسوبة إلى الوجود المطلق وهي الموجودات الآفاقية ( متفاضلة فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجوه الكثيرة ولذلك تقول فيه هو ) أي بحسب الحقيقة ( لا هو ) بحسب الانحصار في التعين مع الإضافة وكذلك في الخطاب ( أنت لا أنت ، قال الخراز رحمه الله وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته ) كما علمت ( ينطق عن نفسه بأن الله لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها ، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن ، فهو عين ما ظهر وهو عين ما بطن في حال ظهوره ، وما ثم من يراه غيره وما ثم من يبطن عنه ، فهو ظاهر لنفسه باطن عنه ، وهو المسمى أبا سعيد الخراز وغير ذلك من أسماء المحدثات ) قيل لأبى سعيد الخراز رحمه الله : بم عرفت الله ؟ قال : بجمعه بين الأضداد وما هو إلا ظهور الحق في صورته بجميع أسمائه المتضادة ، فهو محكوم عليه بها كالحق ، بل هو حق من حيث الحقيقة ، وجه خاص من وجوهه من حيث تعينه وخصوصيته كسائر المحدثات ، إذ ليس في الوجود غيره إلا أن الوجود متفاوتة متفاضلة بحسب ظهور الأسماء فيها وبطونها ، وغلبة أحكام الوجوب والإمكان فيها بعضها على بعض ، كغلبة الروحانية في بعضها والجسمانية في بعضها فقوله ( فيقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا ، ويقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا ، وهذا في كل ضد والمتكلم واحد ، وهو عين السامع بقول النبي صلى الله عليه وسلم « وما حدثت به أنفسها » فهي المحدثة والسامعة حديثها ، العالمة بما حدثت به أنفسها ، والعين واحدة وإن اختلفت الأحكام ولا سبيل إلى جهل مثل هذا ، فإنه يعلم كل إنسان من نفسه وهو صورة الحق ) يعنى أن كل اسم من أسمائه تعالى يثبت مقتضاه وينفى مقابله من الأسماء ما أثبته بإثبات ما يقتضيه ، وكذلك كل جزء من العالم يثبت أنانيته بإظهار خاصيته وينفى ضده ما أثبته ، ويبطل دعواه بإظهار ما يضاد تلك الخاصية ، فكل أحد يخبر عما في طبعه والآخر يجيبه والمخبر والمجيب واحد ، وقد تمثل بقول النبي عليه الصلاة والسلام في بيان مغفرته تعالى لذنوب أمته « ما صدرت عن جوارحهم