المحمدي زدني فيك تحيرا وهو أصوب وأوفق لقوله ضلالا - * ( - كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه وإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا - ) * هذا وصف حيرتهم ، فإنهم إذا تجلى نور الأحدية مشوا أي ساروا سير الله ، وإذا أظلم عليهم بالاستتار وظهور حكم الكثرة والحجاج وقفوا متحيرين ( فالحائر له الدور ) أي السير باللَّه ومن الله وإلى الله ، فسيره سير الله منه المبدأ وإليه المنتهى ، فلا أول لسيرة ولا آخر ( والحركة الدورية حول القطب ) شبه لقرب الحائر وملازمته للحضرة الأحدية ولذلك قال ( فلا يبرح منه ) ثم قال ( وصاحب الطريق المستطيل ) أي الأدنى الجاهل المحجوب الذي تخيل أن الله بعيد منه ( مائل ؟ خارج عن المقصود طالب ماهر فيه صاحب خيال ) لأنه تخيل أن الله بعيد خارج عنه فيطلبه من خارج وهو فيه ( إليه ) أي إلى ذلك الخيال ( غايته فله من وإلى وما بينهما ) أي فله ابتداء من نفسه على ما يتوهمه وهو في الحقيقة من الله الحاصل فيه ، وانتهاؤه إلى غاية الخيال الذي تخيله وما بينهما من المسافة التي توهمها وحسبها الطريق إلى الله ، فهو يبعد بسيره عن الله دائما ( وصاحب الحركة الدورية لا بداية ) أي لسيرة في شهوده ( فيلزمه من ولا غاية فتحكم عليه إلى فيلزمه ) منصوب جوابا للنفي وكذا فتحكم أي لا ابتداء لسيرة حتى يلزمه من ، ولا انتهاء حتى تحكم عليه إلى ( فله الوجود الأتم ) أي المحيط بكل شيء ، فسيره سير لله في الله باللَّه ( وهو المؤتى جوامع الكلم والحكم ) يعنى نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام ومن اتبعه من المحبوبين من أمته المحبين الذين أراد الله بخطابه لنبيه - * ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ) * - فإن مشهدهم الحق - * ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه الله ) * - * ( قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ ) * - * ( مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ ) * يريد حيرة المحمديين والجمع باعتبار تعددهم وكثرتهم ولهذا وصفها بقوله ( فهي التي خطت لهم ) أي حازت بهم من خطط تعيناتهم وأنياتهم ( فغرقوا في بحار العلم باللَّه وهو الحيرة ) أي في الأحدية السارية في الكل المتجلية في صورة الكثرة المحيرة بتعينها في كل شيء مع لا تعينها في الكل وإطلاقها وتقييدها ( - * ( فَأُدْخِلُوا ناراً ) * - في عين الماء ) أي نار العشق بنور سبحات وجهه المخترقة بجميع التعينات والأنيات في عين بحر ماء العلم باللَّه ، والحياة الحقيقية التي يحيا بها الكل من وجه ويفنى بها الكل من وجه ، فلا حيرة أشد من الحيرة في شهود الغرق والحرق مع الحياة والعلم والفناء مع البقاء ( في المحمديين - * ( وإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ) * - ) من سجرت التنور إذا أوقدته ،