منها ما يكون عطايا ذاتية وعطايا أسمائية ويتميز عند أهل الأذواق ، كما أن منها ما يكون عن سؤال في معين وعن سؤال في غير معين ، ومنها ما لا يكون عن سؤال سواء كانت الأعطية ذاتية وأسمائية ، فالمعين كمن يقول : يا رب أعطنى كذا ، فيعين أمرا ما لا يخطر له سواه ، وغير المعين كمن يقول : أعطني ما تعلم فيه مصلحتى ) لأن كل ما لم يكن بينه وبين الذات واسطة أو وسائط كان إعطاء ذاتية ، وكل ما كان بينه وبين الذات واسطة أو وسائط كان إعطاء أسمائية ، والذوق يحكم بالامتياز ويدرك العطاء الأسمائى في ضمن العطايا الذاتي والعقل يعقل العطاء الذاتي في ضمن الأعطية الأسمائية ، قوله فالمعين بكسر الياء أي السائل المعين ، كمن يقول أو بفتحه أي السؤال المعين ، كسؤال من يقول على الإضمار . ولما قسمها إلى الذاتية والأسمائية وأحال التمييز إلى الذوق قسمها باعتبار آخر إلى أقسام مدركة بالحس ، وشبه التقسيم المذكور في امتياز الأقسام به لا باعتبار آخر ، أي يتميز القسمان المذكوران بالذوق كما تتميز هذه الأقسام بالعقل بل بالحس وكلامه ظاهر إلى قوله ( من غير تعيين لكل جزء ذاتى من لطيف وكثيف ) أي من غير تفصيل لما أجمله في قوله أعطنى ما تعلم فيه مصلحتى ، فإن ما تعلم مجمل يحتمل اللطيف أي الروحاني كالعلم والحكمة ، والكثيف أي الجسماني كالمال والولد أو مجموعهما لا يخطر شيئا من الأشياء المعينة بباله ، وفي بعض النسخ : لكل جزء من ذاتى لطيف وكثيف ومن بيانية والمراد بالذاتي ما تحقق حقيقة المطلوب وذاته ، فإن ما تعلم فيه مصلحتى أمر عارض لكل عطاء مطلوب ( والسائلون صنفان : صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبيعي فإن الإنسان خلق عجولا ، والصنف الآخر : بعثه على السؤال لما علم أن ثم أمورا عند الله قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد سؤال ، فيقول فلعل ما نسأله سبحانه يكون من هذا القبيل فسؤاله احتياط لما هو الأمر عليه من الإمكان ، فهو لا يعلم ما في علم الله ولا ما يعطيه استعداد في القبول ) علمه فاعل بعثه الثاني لدلالة لما علم عليه أي بعثه على السؤال علمه بأن ثم أمورا عند الله قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد سؤال ، وفي الكلام تقديم وتأخير كان التقدير والصنف الآخر لما علم أن ثم أمورا عند الله قد سبق