responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : الشيخ عبد الرزاق القاشاني ( الكاشاني )    جلد : 1  صفحه : 330


الحجاب البدني والتجرد عن الغواشي الطبيعية ، وهو بالنسبة إلى أهل الحجاب من المؤمنين بالغيب إنما يكون في صورة معتقدهم ، إما في العالم المثالي ، وإما في البرازخ النورية الروحانية « وإما في الهياكل السماوية والصور الفلكية بحسب تفاوت درجاتهم في التجرد بصفاء النفس وقوة الاستعداد ، كما قال عليه الصلاة والسلام » أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر « وهي الأجرام السماوية وفي حديث آخر » في قناديل معلقة تحت العرش « وهي الكواكب الدرية ، وبالنسبة إلى أهل الشهود من الموقنين فاللقاء دائم ، وهم الذين ماتوا عن نياتهم وتعيناتهم في حياتهم الدنيا ، وتجردوا في حياتهم من ملابس طبائعهم ، فهم يشاهدون من حيث أنهم انخلعوا عن الهيئات النفسانية والطبيعية وأحياهم الله بالحياة الأخروية فهم الذين فازوا بلقاء الله على الإطلاق والتقييد ، وشاهدوا جمال وجهه الباقي في الكل ، وخلصوا عن خوف الفراق فلا شوق لهم كالفريق الأول فإنهم أهل الشوق لوجود الفراق ودوام الحجاب ، لكنهم مشتاقون أبدا لأن الحق تتوالى تجلياته من غير تكرار ، فهم في كل وقت يشاهدونه ببعض تجلياته ويشتاقون إلى نور جماله في سائر تجلياته ، وفي هذا قال أبو يزيد رضى الله عنه :
< شعر > شربت الحب كأسا بعد كأس فما نفد الشراب وما رويت < / شعر > وبين الفريقين طائفة من أهل القلوب يشاهدونه في ملابس حسن الصفات مع بقاء الإنيات ، وهم المنخلعون عن صفاتهم في مقام قرب النوافل خرقوا حجاب الصفات وحرموا جمال الذات ، فهم الجامعون بين الشوق والاشتياق لاحتجابهم من وجه واتصافهم من وجه . فاللقاء على ثلاثة أقسام : ولكل قسم موت وبعث وقيامة . فالأول : إما أن يكون بالموت الطبيعي والبعث والقيامة فيه ، كما قال عليه الصلاة والسلام « من مات فقد قامت قيامته » وقال عليه الصلاة والسلام « الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا » واللقاء بعدها لأهل السعادة من المؤمنين بالغيب المحجوبين من رؤية الحق في صور معتقداتهم في عالم المثال أو في الهياكل العلوية السماوية وعلى حسب درجاتهم ، ولأهل القلوب في البرازخ النورية الروحانية من عالم القدس على أحسن ما يكون ولأهل الشهود في جميع صور الموجودات على الجمع والتفصيل والإطلاق والتقييد أمرهم الله تعالى بذلك - * ( وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله ) * - لأن إرادتهم إرادته ، وإذا فنوا عن ذواتهم فكيف تبقى صفاتهم فالكل في هذه القيامة سواء ، وهي الصغرى بالمرتبة والكبرى بالشمول . والحق أنها أول موطن من مواطن القيامة الكبرى ، ولهذا قال « القبر أول منزل من منازل الآخرة » وأما قيامة أرباب القلوب فهي بالانخلاع عن ملابس الحس ، والانبعاث عن مرقد البدن في هذه الدار ، والترقي إلى عالم القدس ، والانحراط في زمرة الملكوت ، وهي القيامة الوسطى وأوسط المواطن الكلية من القيامة الكبرى ، وهي بعد الموت الإرادى من الحياة النفسانية بقمع الهوى

330

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : الشيخ عبد الرزاق القاشاني ( الكاشاني )    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست