responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : الشيخ عبد الرزاق القاشاني ( الكاشاني )    جلد : 1  صفحه : 241

إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 347)


النجاة من الغرق بإسلامه ( وكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله ، وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال - * ( آمَنْتُ أَنَّه لا إِله إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ ) * - فخصص ، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم - * ( رَبِّ مُوسى وهارُونَ ) * - فكان إسلام بلقيس إسلام سليمان إذ قالت - * ( مَعَ سُلَيْمانَ ) * - فتبعته ، فما يمر بشيء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلك ، كما كنا نحن على الصراط المستقيم الذي الرب تعالى عليه لكون نواصينا في يده ويستحيل مفارقتنا إياه ، فنحن معه بالتضمين وهو معنا بالتصريح ) إنما كان فرعون تحت حكم الوقت حيث كان الوقت وقت غلبة بنى إسرائيل ونجاتهم وغرقه ، فخصص إيمانه بإيمانهم تقليدا ورجاء للخلاص كخلاصهم لا يقينا ، فكأنه لما رأى الدولة معهم مال إليهم ، وقايس التخصيص على تخصيص السحرة وأخطأ في القياس كإبليس ، فإن إيمان السحرة يتقيد بإيمان النبيين ، والنابع يجب أن يتقيد إيمانه بإيمان نبيه ، وإنه قيد إيمانه بإيمان بنى إسرائيل فكم بين الإيمانين ؟ وأيضا كان تخصيص السحرة بعد التعميم في قولهم - * ( آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ ) * - واستشعارهم أن القبط لغاية تعمقهم في الضلال يحسبون رب العالمين فرعون ، وبين إسلامه وإسلام بلقيس بون بعيد لأن المعية في قولها دالة على أنها تعتقد اعتقاد سليمان مطلقا في جميع الأشياء ، كما نحن بالتبعية مع الرب تعالى على الصراط المستقيم لكون نواصينا بيده فهو على الصراط المستقيم ، فامتنع انفكاكنا عنه فنحن على صراط ربنا بالتبعية ، وهو معنى قوله بالتضمين : أي على الصراط المستقيم في ضمن كونه عليه لأنه الكل ونحن كالجزء من الكل ، وهو آخذ نواصينا معنا بالتصريح ( فإنه قال تعالى - * ( وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) * - ونحن معه بكونه آخذا بنواصينا فهو تعالى مع نفسه حيث ما مشى بنا من صراطه ، فما أحد من العالم إلا على صراط مستقيم وهو صراط الرب تبارك وتعالى ، وكذا علمت بلقيس من سليمان فقالت - * ( لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ ) * - وما خصصت عالما من عالم ) لأنها علمت أن سليمان مع الرب والرب مع الكل بأسمائه ، فيكون سليمان مع الكل لكونه مع الله بجميع أسمائه ، ولهذا سخر الكل بأسماء الله ( وأما التسخير الذي اختص به سليمان عليه السلام وفضل به غيره وجعله الله له من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده فهو كونه عن أمره فقال - * ( فَسَخَّرْنا لَه الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِه ) * - فما هو من كونه تسخيرا فإن الله يقول في حقنا كلنا من غير تخصيص - * ( وسَخَّرَ لَكُمْ ما في السَّماواتِ

241

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : الشيخ عبد الرزاق القاشاني ( الكاشاني )    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست