responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : الشيخ عبد الرزاق القاشاني ( الكاشاني )    جلد : 1  صفحه : 111

إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 347)


التي قبلها صورها فهي كالروح لها فإذا كان للعارف الإحاطة بالحضرات كلها يكفيه حضورها في واحدة من تلك الحضرات . فإن تلك الصور حافظة بعضها بعضا أي العالية تحفظ ما تحتها ، فإذا شهدها في حضرة واحدة منها انحفظت الجميع ، لأن الغفلة ما تعم قط بحيث يغفل عن كل شيء لا يحضر صاحبها شيئا ما ولو نفسه لا في عموم الناس ولا في خصوصهم ففي أي حضرة حضر العارف حفظ صورة فيها فانحفظت الخارجية بها ، أو لأن غفلة العارف لا تعم في العموم ، أي في عموم الصور لشهوده واحدة منها ، ولا في الخصوص لحفظه كل واحدة منها بواسطة حفظ البعض ( وقد أوضحت هنا سرا لم تزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن ينظر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق ، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول له : أنا الحق ، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق ) إنما يغارون على ظهور مثل هذا السر ، لئلا يعلم الفرق بين الخلقين والحفظين غيرهم ، فيرد دعواهم أنهم الحق ، فإن الحق لا يغفل ( وقد بينا الفرق ، ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق ) ما : في « ما غفل » مصدرية ، أي من حيث غفلته عن صورة ما ( ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها ، فهذا حفظ بالتضمن ، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين ، وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيرى إلا في هذا الكتاب ، فهي يتيمة الوقت ) وفريدته ظاهر ( فإياك أن تغفل عنها ، فإن الحضرة التي تبقى لك الحضور فيها مع الصورة مثلها مثل الكتاب ، قال الله فيه - * ( ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْءٍ ) * - فهو الجامع للواقع وغير الواقع فلا يعرف ما قلناه إلا من كان قرآنا في نفسه ) أي الإنسان الكامل الجامع للحضرات كلها إذا غاب عن مخلوقه في حضرة الحس شهده في حضرة المثال أو في أعلى منها ، فمثل الحضرة التي حفظه فيها مثل الكتاب الجامع لكل ما وقع وما يقع ، فلا بد وأن يكون ذلك الإنسان قرآنا جامعا للحضرات كلها وله مرتبة في القرآنية ، أي الجمعية الأحدية ، وإلا لم يعرف ذلك ولم يمكنه ( فإن المتقى باللَّه يجعل له فرقانا ، وهو مثل ما ذكرناه في هذه المسألة فيما

111

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : الشيخ عبد الرزاق القاشاني ( الكاشاني )    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست