نام کتاب : شرح الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي جلد : 1 صفحه : 4
جماله ، وهو الحكمة المتعالية الّتي ليست شريعة لكلّ وارد ، ولايطّلع عليها إلّا واحد بعد واحد . و الأوّلون من الحكماء وان اجتهدوا في تحقيقها وتبيينها ، و الآخرون منهم وان لم يقصّروا في تهذيبها وتدوينها ، إلّا أنّ الشّيخ الرئيس أباعلى بن سينا - ضوعف قدره - قد سبقهم في التحقيق و التدوين ، وفاق عليهم في التنقيح و التبيين ، وصنّف فيها ما صنّف من كتبه المشهورة ومؤلّفاته المعروفة ، وكان من بينها الإلهيات من كتاب الشفاء أجلّها شأناً و أقويها بياناً و برهاناً ، قد تضمّن أكثر مسائلها ، و احتوى على عوالي النّكت وجلائلها ، إلّا أنّه لصعوبته لا يذل إلاّ لأوحدي من فحول العلماء ، ولاتنقح إلّا لألمعي من أكابر الحكماء ، و قدتصدّى لشرحه وتوضيحه غير واحد من أولى البراعة وجمّ غفير من مشاهير الصناعة ، و استخرجوا دقائق الرموز و الأسرار ، و أبرزوا مخدّرات النّكت من حُجب الأستار ، إلّا أنّهم اكتفوا بتعليق الحواشي على بعض مشكلاته ، و لم يأت منهم أحد بالشرح الكاشف عن جميع مفصّلاته ، فبدا لي أن أعلّق عليه ما يكون بتوضيحه وافياً ، ولتحقيق مطالبه كافياً ، فشرحته شرحاً لا يخرج منه شيء من المقاصد ، وجعلتها ككتاب واحد . و ها أنا أعرضه على الأحرار من العلماء و المصنّفين من أكابر الحكماء ، ملتمساً منهم إصلاح الفاسد وترويج الكاسد ، فإنّي معترف بالقصور ، ولاأدفع عن نفسي العجز و الفتور ، ومع ذلك من أبناء الزمان
4
نام کتاب : شرح الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي جلد : 1 صفحه : 4