نام کتاب : شرح الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي جلد : 1 صفحه : 215
بباب الوضع و التعليم تقديم أحوالها و إن كان هذا مقدّماً ما على غيره من حيث الذّات و الشّرافة . و أمّا الرِّياضيَّة فلأنَّ الغرض الأقصى في هذا العلم وهو معرفة تدبير الباري أي فعله فقوله : و معرفة الملائكة الرُّوحانيَّة و طبقاتها و معرفة النِّظام في ترتيب الأفلاك . عطف تفسيري له . و يمكن أن يكون من عطف الخاصّ على العامّ ، قيل : « أراد بالأقصويّةالأقصوية الإضافيّة ، إذ معرفة الباري بذاته أجلّ من معرفة تدبيره » . و فيه أنّه بسيط الذّات ولا مبدأ له ، فلا حدّ له ولا برهان ، فلا يمكن معرفته بذاته من طريق النّظر ، و إمكانه بالمشاهدة لو صحّ فإنّها هو من طريق المجاهدة ، ولا يحصل إلّا لمن تجرّد عن جلباب البدن وعلائقه ، فلا مدخلّية له في المقام . فمعرفته بالنّظر إنّما هو من طريق الأثر ومطالعة الحضرة الإلهيّة ، أي ملاحظة عجائب قدرته المنبعثة عن حاقّ ذاته بذاته ، فالعلم بفعله الّذي هو العالم بأسره لكونه رشحاً منه ومثالاً لذاته ودليلاً عليه ومجلاة له هو الغرض الأقصى . وهذا النّحو من المعرفة ليس بأقلّ من معرفة الشّى بحدّه ، ولذا قيل : « القوى تعرف بأفاعيلها » ، وصرّح الشّيخ في الحكمة المشرقية بأنّ بعض البسائط يوجد لها لوازم يوصل الذّهن بصورها إلى حاقّ الملزومات ، وتعريفاتها لا تقصر عن التعريف بالحدود . و ليس يمكن أن يتوصَّل إليه إلّا بعلم الهيئة لأنّه المعرف لأحوال الأفلاك و ترتيبهاو علم الهيئة لا يمكن أن يتوصَّل إليه إلّا بعلم
215
نام کتاب : شرح الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي جلد : 1 صفحه : 215