نام کتاب : روح التوحيد رفض عبودية غير الله نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 31
النبي الخاتم رفع في مكة شعار : « قولوا لا إله إلا الله تفلحوا » . والقرآن الكريم نقل عن أنبياء كرام مثل : نوح وهود وصالح وشعيب و . . . خطابهم لأممهم ، وكان الخطاب يدور حول محور التوحيد . يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ( الأعراف ، 59 ) . هذه الشعارات - كما ترى - تستند بالدرجة الأولى إلى رفض كل عبودية لغير الله . النبي بهذه الشعارات يهيب بالجهَلَة ، الغافلين المنغمسين في أوحال النظام الجاهلي الطاغوتي ، أن يكفّوا عن عبودية كل قطب وقدرة غير الله . وهذا يعني أن النبي يبدأ دعوته بإعلان الحرب على كل الذين يجعلون من أنفسهم آلهة من دون الله . مَن هم أدعياء الألوهية في المجتمع ؟ وما معنى إعلان الحرب على الآلهة المزيفة ؟ وما هو الوضع الذي تريد دعوة الأنبياء أن توجده في المجتمع ؟ عبارة « أدعياء الألوهية » توحي إلى الأذهان عادة أولئك الذين جعلوا من أنفسهم « إلهاً » ، أي أولئك الذين ادّعَوا لأنفسهم تلك القدرة الخارقة التي كان البشر يؤمن بها على مر التاريخ بشكل من الأشكال . وهذا فهم سطحي للعبارة . كان هناك طبعاً في التاريخ مجرمون تافهون استغلّوا قدرتهم السياسية والاجتماعية ، فأوحَوا إلى أفراد أتفه منهم أنهم آلهة ، بالمعنى المتقدم ، أو أنهم يحملون جانباً من روح الإله ؛ ولكن لو ألقينا نظرة على المعنى الواسع لألفاظ « العبادة » و « الربوبية » و « الألوهية » في القرآن ، لإستنتجنا أن إطار مفهوم « أدعياء الألوهية » أوسع من ذلك الفهم بكثير .
31
نام کتاب : روح التوحيد رفض عبودية غير الله نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 31