responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 381

إسم الكتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء ( عدد الصفحات : 452)


وجوعه وعطشه في الدنيا هم الأخيار الأبرار الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا يعرفهم أهل السماء ويخفون على أهل الأرض تشتاق إليهم البقاع وتحف بهم الملائكة ينعم الناس بالدنيا وينعمون بالجوع والعطش لبس الناس لين الثياب ولبسوا الخشن افترش الناس الوطاء وافترشوا هم الجباه والركب ضحك الناس وبكواهم . يا أسامة ألا لهم الشرف الأعلى يوم القيامة وددت أني رأيتهم وبقاع الأرض لهم رحيبة والجبار عنهم راض والراغب إلى الله من رغب فيما رغبوا والخاسر من خالفهم تبكي الأرض إذا فقدتهم ويسخط الجبار على بلد ليس فيه منهم أحد . يا أسامة إذا رأيت أحدهم في قرية فأعلم أنه أمان لأهلها لا يعذب الله قوماً فيهم منهم أحد اتخذهم يا أسامة لنفسك أصحاباً عساك تنجو معهم وإياك أن تسلك غير طريقهم فتزل قدمك فتهوي في النار . يا أسامة ترك القوم الحلال من الطعام والشراب طلبوا الفضل في الآخرة ولم يتكالبوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيف أكلوا العلق ولبسوا الخلق تراهم شعثاً غبراً إذا رآهم الناس ظنوا إن بهم داء وما بهم داء وظنوا أنهم خولطوا وما خولطوا ولكن خالط القوم أمر عظيم ظن الناس أن قد ذهبت عقولهم وما ذهبت ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمر إلهي فهم في الدنيا عند أهلها يمشون بلا عقول . يا أسامة عقلوا حين ذهبت عقول الناس طوبى لهم وحسن مآب ألا لهم الشرف الأعظم .
ويحكى عن بعضهم أنه كان يسمع في خلواته وهو يقول : يا رب ويحي كيف أغفل ولست بمغفول عني أم كيف يهنئني العيش

381

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست