responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 371

إسم الكتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء ( عدد الصفحات : 452)


في جميع ما نهيتك عنه إلى عصمتي وحفظي ورعايتي وإنك محتاج في جميع متصرفاتك وأحوالك في جميع أوقاتك من أمر دنياك وآخرتك ليلاً ونهاراً إلى تأييدي لك وإنه لا يخفى علي من أمرك صغيرة ولا كبيرة سراً وعلانية وليتبين لك وتعرف إنك محتاج ومفتقر إلي وأنك لا بد لك مني فعند ذلك لا تعرض عني ولا تنساني بل تكون في دائم الأوقات في ذكري وفي جميع أحوالك تدعوني وفي جميع حوائجك تسألني وفي جميع متصرفاتك تخاطبني وفي جميع خلواتك تناجيني وتشاهدني وتراقبني وتكون منقطعاً إلى عن جميع خلقي ومتصلاً بي دونهم وتعلم أني معك حيث ما تكون أراك ولا تراني فإذا عرفت هذه كلها وتيقنت وبان لك حقيقة ما قلت وصحة ما وصفت تركت كل شيء وراءك وأقبلت علي وحدك فعند ذلك أقربك مني وأوصلك إلي وأرفعك عندي وتكون من أوليائي وأصفيائي وأهل جنتي في جواري مع ملائكتي مكرماً مفضلاً فرحاً مسروراً منعماً ملتذاً آمناً أبداً دائماً سرمداً . فلا تظن بي يا عبدي الظن السوء ولا تتوهم على غير الحق واذكر سالف إنعامي عليك وقديم إحساني إليك وجميل آلائي لديك إذ خلقتك ولم تكن شيئاً مذكوراً خلقاً سوياً وجعلت لك سمعاً لطيفاً وبصراً حاداً وحواس دراكة وقلباً ذكياً وفهماً ثاقباً وذهناً صافياً وفكراً لطيفاً ولساناً فصيحاً وعقلاً رصيناً وبنية تامة وجناناً ثابتاً وصورة حسنة وأعضاء صحيحة وأدوات كاملة وجوارح طائعة ثم ألهمتك الكلام والمقال وعرفتك المنافع والمضار وكيفية التصرف في الأحوال والصنائع والأعمال وكشفت الحجب عن بصرك وفتحت عينيك لتنظر إلى ملكوتي وترى عجائب فعلي وتقدير مجاري الليل والنهار والأفلاك الدوارة والكواكب السيارة وعلمتك حساب الأوقات والأزمان والشهور والأعوام وسخرت لك ما في البر والبحر من المعادن والنبات والحيوان تتصرف فيها تصرف الملاك وتتحكم عليها تحكم الأرباب فلما رأيتك متعدياً وجائراً ظالماً طاغياً باغياً

371

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست