نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 211
إسم الكتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء ( عدد الصفحات : 452)
ليست لذة ولا نعيم ولا فرح ولا سرور غير هذه المحسوسات التي يشاهدونها وإن الذي أخبرت به الأنبياء - عليهم السلام - من نعيم الجنات ولذات أهلها باطل والذي أخبرت به الحكماء من سرور عالم الأرواح وفضله وشرفه كذب وزور ليست له حقيقة فيقعون في شكوك وحيرة . وأعلم يا أخي - أيدك الله وإيانا بروح منه - إنك إنلم تؤمن للأنبياء - عليهم السلام - بما أخبروك عنه من نعيم الجنان ولذات أهلها ولم تصدق الحكماء بما عرفوك من سرور عالم الأرواح ورضيت بما تخيل لمك الأوهام الكاذبة والظنون الفاسدة بقيت متحيراً شاكاً ضالاً مضلاً . وأعلم يا أخي - أيدك الله وإيانا بروح منه - بأن غرض الأنبياء - عليهم السلام - في وضعهم النواميس والشرائع وغرض الحكماء في وضع السياسات ليس هو إصلاح أمور الدنيا فحسب بل غرضهم جميعاً في ذلك إصلاح الدين والدنيا جميعاً . فأما غرضهم الأقصى فهو نجاة النفوس من محن الدنيا وشقاوة أهلها وإيصالها إلى ميعاد الآخرة ونعيم أهلها . ونرجع الآن إلى ما كنا فيه فنقول : إنه إذا وصلت معاني النغمات والألحان إلى أفكار النفوس بطريق السمع وتصورت فيها رسوم تلك المعاني التي كانت مستودعة في تلك الألحان والنغمات استغني عن وجودها في الهواء كما يستغني عن المكتوب في الألواح إذا فهم وحفظ ما كان فيها مكتوباً من المعاني وهكذا يكون حكم النفوس الجزئية إذا ما هي تمت وكملت وبلغت إلى أقصى مدى غاياتها مع هذه الأجسام فعند ذلك هدمت أجسامها إما بموت طبيعي أو عرضي أو بقربان في سبيل الله تعالى واستخرجت تلك النفوس من الأجسام كما يستخرج الدر من الصدف والجنين من الرحم والحب من الأكمام والثمرة من القشرة واستؤنف بها أمر آخر كما يستأنف بالدر أمر آخر إذا رمي بالصدف وحصل الدر وهكذا حكم الثمار والحب إذا أدركت ونضجت
211
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 211