responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 345


في ريبة متردداً في دينه متحيراً شاكاً مذبذباً معذباً قلبه متألمة نفسه كما ذكر الله تعالى بقوله : " فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوا وبما كانوا يكذبون " وقوله تعالى : " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون " وقال لنبيه - صلى الله عليهم وسلم : " هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون " فقد تبين بما ذكرنا طرف من كيفية اختصاص الله تعالى المؤمنين بإفضاله وإنعامه وإحسانه إلى قوم دون قوم مكافأة لهم بحسب معاملتهم مع ربهم في عاجل الحياة الدنيا قبل وصولهم إلى الآخرة وكيف يحرم تلك النعم قوماً آخرين عقوبة لهم وجزاء لما تركوا من وصاياه ولم يعملوا بها .
فصل وأعلم يا أخي - أيدك الله بأنه - جل ثناؤه - قد فرض على المؤمنين المقرين به وبأنبيائه أشياء يفعلونها ونهاهم عن أشياء ليتركوها : كل ذلك ليبتليهم بها وجعلها عللاً وأسباباً ليرقيهم فيها وينقلهم بها حالاً بعد حال إلى أن يبلغهم إلى أتم حالاتهم وأكمل غاياتهم .
وأعلم يا أخي بأن من بلغه الله درجة ورتبة فوقف عندها ولم يرجع القهقرى بعد بلوغها ثم قام بحقها ووفى بشرائطها جعل جزاءه وثوابه أن ينقله من تلك الرتبة والدرجة إلى ما فوقها ويرفعه من تلك إلى ما هو أشرف وأجل منها . ومن جهل قدر النعمة في تلك الرتبة فلم يشكرها ولا اجتهد في طلب ما فوقها ولا رغب في الزيادة عليها كان جزاؤه أن يترك مكانه ويوقف حيث انتهى به عمله ويحرم المزيد فيفوته ما وراء ذلك وفوقه من

345

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست