responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 286


المصنوعة الطبيعية والصناعية وغرضهم في جمعها وحفظها مخافة الفقر . والفقراء هم المحتاجون إليها وطلبهم الغنى .
وأعلم أن الغرض في كون الناس أكثرهم فقراء وخوف الأغنياء من الفقر هو الحث لهم على الاجتهاد في اتخاذ الصنائع والثبوت فيها والتجارات والغرض فيها جميعاً هو إصلاح الحاجات وإيصالها إلى المحتاجين والغرض في ذلك متاع لهم إلى حين . والغرض في تمتعهم إلى حين هو أن تتمم النفس بالمعارف الحقيقية والأخلاق الجميلة والآراء الصحيحة والأعمال الزكية والغرض في تتميم النفس التمكين لها من الصعود إلى ملكوت السماء والغرض في صعودها إلى ملكوت السماء هو النجاة من بحر الهيولى وأسر الطبيعة والخروج من هاوية عالم الكون والفساد إلى فسحة عالم الأرواح والمكث هناك فرحاً مسروراً ملتذاً مخلداً أبداً .
فصل في أن كل صناعة تحتاج إلى الفكر والتعقل وأعلم يا أخي أنا إنما ذكرنا هذه الصنائع والمهن ونسبنا هذه الرسالة إلى رسائل العقل والمعقول لأن هذه الصنائع يعملها الإنسان بعقله وتمييزه ورويته وفكريته التي كلها قوى روحانية عقلية . وأيضاً إن كل عاقل إذا فكر في هذه الصنائع والأفعال التي تظهر على أيدي البشر فيعلم أن مع هذا الجسد جوهراً آخر هو مظهر هذه الأفعال المحكمة وهذه الصنائع المتقنة من هذا الجسد لأن الجسد قد يوجد بعد الممات برمته تاماً لم ينقص منه شيء وقد فقدت منه هذه كلها فيعلم أن معه جوهراً آخر فارقه فمن أجل ذلك فقدت هذه الفضائل كلها لأنه هو الذي يحرك هذا الجسد وينقله من موضع إلى موضع في الجهات الست وكان يحرك أيضاً بتوسطه أشياء خارجة من ذاته وكان أيضاً يحمل معه حملاً على ظهره وكتفه

286

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست