responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 261

إسم الكتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء ( عدد الصفحات : 452)


لأنهم لم يكونوا يتفكرون في أمر الآخرة والمعاد ولا يفقهون ما يقال لهم من معاني أمر الآخرة وطريق المعاد فقال : " يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون . " وقال عز وجل : " فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون . " فصل في مثنوية قنية الإنسان ومثنوية الأعمال ولما تبين أن أكثر أمور الإنسان وتصرف أحواله مثنوية متضادة من أجل أنه جملة مجموعة من جوهرين متباينين جسد جسماني ونفس روحانية كما بينا قبل صارت قنيته أيضاً نوعين : جسمانية كالمال ومتاع الدنيا وروحانية كالعلم والدين وذلك أن العلم قنية للنفس كما أن المال قنية للجسد . وكما أن الإنسان يتمكن بالمال من تناول اللذات من الأكل والشرب في الحياة الدنيا فهكذا بالعلم ينال الإنسان طريق الآخرة وبالدين يصل إليها وبالعلم تضيء النفس وتشرق وتصح كما أن الأكل والشرب ينمي الجسد ويزيد ويربو ويسمن . فلما كان هكذا صارت المجالس أيضاً اثنين : مجلس للأكل والشرب واللهو واللعب واللذات الجسمانية من لحوم الحيوان ونبات الأرض لصلاح هذا الجسد المستحيل الفاسد الفاني ومجلس للعلم والحكمة وسماع روحاني من لذة النفوس التي لا تبيد جواهرها ولا ينقطع سرورها في الدار الآخرة كما ذكر الله - جل ثناؤه - بقوله : " وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون . " فلما كانت المجالس اثنين صار أيضاً السائلون اثنين واحد يسأل حاجة من عرض الدنيا لصلاح هذا الجسد ولجر المنفعة إليه أو لدفع المضرة عنه وواحد يسأل مسألة من العلم لصلاح أمر النفس وخلاصها من ظلمات الجهالة أو للتفقه في الدين طلباً لطريق الآخرة واجتهاداً في الوصول إليها وفراراً من نار جهنم ونجاة من عالم

261

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست