نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 570
حجاب غليظ « مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْه ، وفي آذانِنا وَقْرٌ » أي في آذان عقولنا وقلوبنا صمم ووقر مانعان عن قبوله وإدراكه . والمعنى أنّ بيننا وبينه حجابا وسترا لا يمكن ازالتهما . وإذا آل الامر إلى ذلك ، فان شئت فاجعل « بيننا » وبينه « حجابا « آخر ، وان شئت فافعل [1] بنا ما شئت من البلاء والعذاب « ف * ( إِنَّنا عامِلُونَ » بك ذلك . ( 1179 ) وحاصل هذا الكلام أنّ أخذ هذه العلوم والحقائق موقوف على صفاء القلب ورفع الحجاب عن وجهه ، والتوجّه الكلَّىّ إلى الحضرة الرحمانيّة والجناب الرحيمىّ ، المشار إليهما في قوله * ( تَنْزِيلٌ من الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * [2] لانّه بدون هذا ( أي الصفاء القلبىّ والتوجّه الكلَّىّ ) لا يمكن حصولها ( أي الحقائق والعلوم ) ، أي تحصيلها بدون رفع الحجاب عن وجه القلب والاستعداد الكامل والتوجّه التامّ ، غير ممكن . ( 1180 ) كما أشار تعالى اليه أيضا ، مقيّدا بهذه الشروط ، في قوله * ( ولَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ والإِنْجِيلَ وما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ من رَبِّهِمْ لأَكَلُوا من فَوْقِهِمْ ومن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) * [3] ، أي لو أنّهم قاموا بالعبادة الشرعيّة الظاهرة ، التي هي الشريعة ، واجتهدوا في الأعمال القلبيّة الباطنة ، التي هي الطريقة ، وجمعوا بينهما بحيث ما احتجبوا بأحدهما عن الآخر - وهذه هي الحقيقة - لحصل [4] لهم « الاكل من فوقهم » الذي هو الأغذية الروحانيّة من العلوم والحقائق ، « ومن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ » الذي هو المدركات الجسمانيّة من عجائب عالم المثال والكشف الصورىّ وغير ذلك ، وقد
[1] فافعل : تفعل F تعمل M [2] تنزيل . . : سورهء 41 ( فصلت ) آيهء 1 [3] ولو أنهم . . : سورهء 5 ( المائدة ) آيهء 71 [4] لحصل M : يحصل F
570
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 570