نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 362
الإنكار والاستهزاء . فكأنّه يقول : هذا الشيء المخلوق والمحدث المصنوع ، الذي ( هو ) في معرض الأفول [1] والزوال ، ( أ ) يستحقّ أن يكون ربّى وربّ كلّ شيء ؟ لا ، والله ! ليس هو ربّى ولا ربّ كلّ شيء ، بل هو مخلوق من مخلوقاته ومظهر من مظاهره . أو يقول : [2] أبنور هذا الشيء المخلوق ، الذي هو نور الحسّ أو نور العقل أو نور القدس المسمّى بنور الله ، أعرف ربّى ؟ وهل يمكن معرفته بقوّة هذه الأنوار الثلاثة ؟ لا ، والله ! بل لا تكون ( معرفته ) الا بالعبور عنها والعروج عن مرتبتها ، لانّ الوصول إلى معرفته الحقيقيّة وذاته المنزّهة لا يمكن الا به وبنوره الحقيقىّ ، كما قال النبىّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم « عرفت ربّى بربّى » و « رأيت [3] ربّى بربّى » [4] . ( 720 ) ومثل أهل الشريعة في معرفة الحقّ بنور الحسّ ، كمثل شخص يطلب بقوّة نور الكوكب في ظلمة الليل مشاهدة جرم الشمس وأشعّتها المشرقة على العالم كلَّه ، فلا يجده أبدا . ومثل أهل الطريقة في معرفة الحقّ بقوّة نور العقل ، [5] كمثل شخص يطلب بقوّة نور [6] القمر في ظلمة الليل مشاهدة جرم الشمس وأنوارها المشرقة ، فلا يجده أبدا ! ومثل أهل الحقيقة في معرفة الحقّ بقوّة نور القدس ، كمثل شخص يشاهد الشمس بنور الشمس ، ولا شكّ أنّه لا يشاهد [7] غيرها وغير أشعّتها المشرقة المنتشرة في الآفاق كلَّها [8] . « وتِلْكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ » [9] .
[1] الأفول F : الأقوال M [2] يقول M : نقول F [3] رأيت : أريت F [4] رأيت ربى بربي M - : F [5] بقوة نور العقل : - M [6] نور M - : F [7] يشاهد F : واحد M [8] كلها : كله MF + والمراد بنور الشمس هاهنا هو الروح القدسي ، العقل الفعال الكلى ، والنور الحي ، العلم الإلهي الهادي Fh ( بقلم الأصل ) [9] وتلك الأمثال . . : سورهء 29 ( العنكبوت ) آيهء 42
362
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 362