نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 268
ليعرفوه بها . ( 529 ) والغرض أنّه لمّا احتجب بالأجساد الكدرة [1] والحواسّ المظلمة ، أنكر ربّه واحتجب عنه ، واستحقّ [2] أن يسمع منه بأذنه الحقيقيّة « ومن لَمْ يَجْعَلِ الله لَه نُوراً فَما لَه من نُورٍ » [3] يعنى من لم يحصل له نور الله الحقيقىّ ، فما له من نور المعرفة والهداية ( نصيب ) أصلا . « يَهْدِي الله لِنُورِه من يَشاءُ » [4] برفع الحجاب عنه والخلاص من ظلماته ، لقوله [5] تعالى أيضا * ( الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ، يُخْرِجُهُمْ من الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ، والَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ من النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ ، أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * [6] . « ويَضْرِبُ الله الأَمْثالَ » [7] لعبيده ليعرفوه به ، لانّ الأمثال تقرّب [8] المعاني إلى الأذهان . « والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » [9] يعنى : مع ذلك فهو عليم باستعداد كلّ شيء وقابليّته ، وبأنّه مستعدّ لهدايته وتوفيقه ، ومستحقّ لنوره وتجلَّيه ، أم لا . ولهذا قال « وتِلْكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ » [10] أي العالمون بحقايقه ( أي حقايق القرآن ) ودقايقه وأمثاله ونكته ورموزه وإشاراته . ( 530 ) وإذا عرفت هذا ، فان سمّيت هذه المراتب - أي مراتب عالم الأجسام والأرواح والمجرّدات - بعالم الجبروت وعالم الملكوت
[1] الكدرة F : والكدرة M [2] واستحق F : وليستحق M [3] ومن لم . . : سورهء 24 ( النور ) آية 40 [4] يهدى اللَّه . . : أيضا ، آيهء 35 [5] لقوله M - : F [6] اللَّه ولى . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 258 - 259 [7] ويضرب . . : سورهء 13 ( الرعد ) آيهء 18 [8] تقرب : لقرب F يقرب M [9] واللَّه . . : « وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 29 وديگر [10] وتلك الأمثال . . : سورهء 29 ( العنكبوت ) آيهء 42
268
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 268