نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 157
وكذلك بالتوحيد الوصفىّ والتوحيد الذاتىّ ، بتحصيل مقام الإحسان ، الذي هو مشاهدته في المظاهر الآفاقيّة والانفسيّة ويحرّضهم عليه بقوله « وأَحْسَنُوا والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ » أي اجتهدوا في تحصيل هذا الإحسان ، فانّه يحبّ أمثالكم من المحسنين . أو يكون [1] تقديره أنّه يصفهم بأنّهم بعد حصولهم ( في مراتب ) التوحيد الفعلىّ والوصفىّ والذاتىّ « أحسنوا » أي أحسنوا إلى غيرهم بإرشادهم إلى ذلك . وهذا عبارة عن مرتبة التكميل و « السفر الرابع » الذي هو مقام الأنبياء والأولياء والكمّل . وهذا أعظم من الاوّل ، لانّه يقع متعدّيا [2] إلى الغير ، والنفع المتعدّى [3] إلى الغير ، بالاتّفاق ، أعظم من النفع الغير المتعدّى . ( 300 ) وأمّا أنّ الإحسان هو [4] مقام المشاهدة ، ( فذلك ) باتّفاق [5] المحقّقين كلَّهم ، ولقول النبىّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - حين سئل عن الإحسان « الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه ، وان لم تكن تراه ، فهو يراك » . وهذا ليس الا مقام المشاهدة المذكورة [6] . ( 301 ) وإذا عرفت ترتيب مراتب الايمان والتقوى والتوحيد أيضا ، فقس عليه ترتيب مراتب الكفر والشرك المذكور في الآية المتقدّمة ، فانّك تجدها حذو النعل بالنعل ، لانّه تعالى بإزاء كلّ ايمان [7] أثبت كفرا ، وبإزاء كلّ توحيد ذكر شركا . والآيات الدالَّة على التوحيد ومراتبه المذكورة في القرآن كثيرة ، ستعرف بعضها في غير هذا الموضع ،
[1] أو يكون : ان يكون F [2] متعديا : متعد MF [3] المتعدي : + إلى الغير F [4] هو : وهو MF [5] باتفاق : فباتفاق MF [6] المذكورة : + في أن الإحسان عبارة عن مشاهدة النور الحق ( و ) المفيض الأول والإغماض عما سواه من عالم الخلق الباطل لان مشاهدة عظمة الفياض تعالى انما تكون في المظهر الذي هو حقيقة كل شيء وعينه Fh بالأصل ) [7] ايمان F : إيماء M
157
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 157