responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 119


متّحدين ، - لانّا نقول : لا نسلَّم ذلك ، لانّه لا يلزم من وحدة المقصد اتّحاد القاصدين ولا مساواتهم ، لانّ القاصدين اليه على مراتب مختلفة ودرجات متنوّعة بحسب استعداداتهم وقابلياتهم ، فلا يصل أحد منهم إلى مكان الآخر أبدا ، لانّ هذا من الممتنعات لا الممكنات ، لانّ الاختلاف في الاستعدادات ، بل في الوجودات الخاصّة والماهيّات الممكنة ، من اقتضاء الوجود وشئونه الذاتيّة ، وتغيّر اقتضاء الوجود وتبديل شؤونه الذاتيّة من المستحيلات والممتنعات ، لانّ من كمالات هذا الوجود الظهور بصورة كلّ موجود يمكن وجوده ، و ( الظهور ) كذلك بمعناه أزلا وأبدا ، فانّه لا يظهر بمعنى واحد في صورتين ، ولا يظهر بالصورة مرّتين . والمراد أنّ التكرار في المظاهر صورة [1] ومعنى محال .
( 230 ) وان حقّق ( في الموضوع ) ، عرف أنّ هذا من غاية جلاله تعالى وعظمة كبريائه ، لا لنقص فيه ولا في ذاته . واليه أشار بقوله * ( ولا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا من رَحِمَ رَبُّكَ ولِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) * [2] اى لا تزال [3] القوابل مختلفة « الا من رحم ربّك » في الأزل بالرحمة الامتنانيّة واللطف الخاصّ ، وحفظه من الاختلاف في العقيدة خلاف الخليقة .
« ولِذلِكَ خَلَقَهُمْ » أي بحسب الاختلاف الواقع فيهم ظهر بصورهم وعقايدهم * ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ ) * [4] وتكون الحجّة له عليهم بظهورهم بصورهم على ما هم عليه ، لقوله * ( فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ) * [5] . ومن هذا النظر قال أرباب التحقيق « انّ الحقائق ليست بجعل الجاعل » وهذا



[1] صورة F - : M
[2] ولا يزالون . . . سورهء 11 ( هود ) آيهء 120
[3] لا تزال F : لا يزالون M
[4] لئلا يكون . . : سورهء 4 ( النساء ) آيهء 163
[5] فلله . : سورهء 6 ( الانعام ) آيهء 150

119

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست