نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 205
ثم إن الموجودات - بما هي معاليل له - قائمة الذوات به قيام الرابط بالمستقل ، حاضرة بوجوداتها عنده ، فهي معلومة له علما حضوريا في مرتبة وجوداتها ، المجردة منها بأنفسها والمادية منها بصورها المجردة . فقد تحقق أن للواجب ( تعالى ) علما حضوريا بذاته ، وعلما حضوريا تفصيليا بالأشياء في مرتبة ذاته قبل إيجادها ، وهو عين ذاته ، وعلما حضوريا تفصيليا بها في مرتبتها ، وهو خارج من ذاته . ومن المعلوم أن علمه بمعلولاته يستوجب العلم بما عندها من العلم . تتمة : ولما كانت حقيقة السمع والبصر هي العلم بالمسموعات والمبصرات ، كانا من مطلق العلم ، وثبتا فيه ( تعالى ) ، فهو ( تعالى ) سميع بصير ، كما أنه عليم خبير . تنبيه وإشارة : للناس في علمه ( تعالى ) أقوال مختلفة ومسالك متشتتة اخر ، نشير إلى ما هو المعروف منها : أحدها : أن لذاته ( تعالى ) علما بذاته ، دون معلولاته ، لأن الذات أزلية ولا معلول إلا حادثا [1] . وفيه : أن العلم بالمعلول في الأزل لا يستلزم وجوده في الأزل بوجوده الخاص به ، كما عرفت [2] . الثاني : ما نسب إلى المعتزلة [3] : أن للماهيات ثبوتا عينيا في العدم ،
[1] هذا القول منسوب إلى بعض الأقدمين من الفلاسفة ، كما في الأسفار 6 : 179 - 180 ، وشرح المنظومة : 164 . وبعض آخر من الأقدمين أنكر علمه ( تعالى ) من أصله ، راجع المصدرين السابقين من الأسفار وشرح المنظومة ، والمباحث المشرقية 2 : 469 - 475 . [2] راجع قبل قوله : " تتمة " . [3] نسب إليهم في الأسفار 6 : 181 - 182 ، وشرح المنظومة : 165 .
205
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 205