نام کتاب : النخبة في الحكمة العملية والأحكام الشرعية نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 72
استدامة النعمة واستزادتها ، وهي إمّا دنيوية كالخلقة السويّة والملاذ الشهيّة وصرف المفاسد والمضارّ ، وإمّا دينية كالإسلام ومعرفة الأئمة المعصومين ، والتوفيق على الطَّاعة ، والعصمة عن المعصية ، وهي أعظم لإيصالها إلى السعادة الأبديّة ، والإنجاء من الشّقاوة السرمدية ، واشتراك الكفّار في الدّنيوية ، واغتنام الأبرار زوالها ، وطلب الإحصاء وتوقّع المحالّ * ( وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لا تُحْصُوها ) * [1] . والطريق إلى الشّكر المعرفة والتفكَّر في صنائعه تعالى ، والنظر إلى الأدنى في الدنيا ، وإلى الأعلى في الدّين ، ويشكر في المصائب على أن لا يصيبه أكبر منها ، وأن لا تكون في الدّين ، وأن تعجّل عقوبته ، ولا تدّخر للآخرة ، وأنّها كانت آتية ففرغ منها ، وأنّ ثوابها خير له ، وأنّها تنقص من القلب حبّ الدنيا ، فهي في التحقيق نعم ، إذ لا تخلو عن تكفير الخطيئة أو رياضة النفس أو رفع الدرجات . باب الرجاء والخوف وهما خاطران ، فلا تكليف إلَّا في مقدّماتهما مبنيّان على انتظار ما يستقبل ، فالمستغرق بذكره يفقدهما لكونه ابن الوقت ، فالرّجاء الفرح لانتظار محبوب ، فان حصل أكثر أسبابه فالأصدق اسم الرّجاء ، كتوقع الحصّاد ممّن ألقى بذرا جيّدا في أرض صالحة يصلحها الماء ، فان فقدها فالغرور والحماقة ، كما لو ألقى في غير صالحة لا يصلحها الماء ، فان شكّ فيها فالتمنّي ، كما إذا صلحت الأرض ولا ماء . وورد :