نام کتاب : النخبة في الحكمة العملية والأحكام الشرعية نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 60
واللباس . [1] أمّا الشكاية إلى اللَّه وسؤاله الرفع فحسن ، وأمّا التألَّم وجريان الدمع ، فلا يدخل تحت الاختيار ولا ينافيه ، والكمال ترك ما يشغل عنه تعالى ، والطريق إليه تقوية باعث الدّين ، وتضعيف باعث الهوى بالمجاهدة والرياضة ، وذكر قلَّة قدر الشدّة ووقتها وإضرار الجزع . ثمّ إن كان بتعب قويّ فتصبّر ، وإن كان بيسير فصبر ، وإن كان ذا جهد فرضي ، وإن كان بتلذذ فشكر ، وهو بالغيبة عن حظوظ النفس والشهود معه تعالى وعدم التمييز بين الألم واللَّذة . باب الحلم وهو الصبر على كظم الغيظ ، وضدّه الغضب ، وهو غليان دم القلب لطلب الانتقام ، ومحمودة الاعتدال ، وهو ضبط تحت الشرع والعقل ، فالتفريط مذموم كالإفراط ، فورد * ( « أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ » ) * [2] ، * ( ( ولا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ الله ) ) * [3] وقلعه في زوال ما استغنى عنه من ممكن لا ما احتيج إليه ، كطعام يسدّ جوعته وثوب يستر عورته ، وبيت يواريه ، وكتاب يطالعه لصعوبة تفريغ القلب عن حبّها ، إلَّا لمن غلب عليه التوحيد ، وفيه الكسر بأن لا يظهر الأثر ، وسببه الكبر ، والعجب ، والمزاح ، والاستهزاء ، والإيذاء ، والحرص في الفضول .
[1] أي : لا يتجاوز عن العادة بقلَّة الطعام وخفّة اللباس ، ففيه المدح والحسن وفي ضدّه القبح والفساد ، كما جاء في أحاديث متعدّدة . [2] الفتح : 48 . [3] النور : 24 .
60
نام کتاب : النخبة في الحكمة العملية والأحكام الشرعية نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 60