نام کتاب : النخبة في الحكمة العملية والأحكام الشرعية نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 44
من حيث لا يعلم » . [1] وإذ لا سبيل إلى القطع في الشبهات فالأمور ثلاثة ، وكذلك في الفرض والنفل : ففرض بيّن ، ونفل بيّن ، وشبهات بينهما ، من أتى بها نجا من ترك الفرائض ، ومن تركها وقع فيه فهلك من حيث لا يعلم . فارتفع الخلاف ، ونجونا ممّا نهينا عنه من القول بالرأي والجزاف ، لإبهامنا ما أبهم اللَّه وسكوتنا عمّا سكت اللَّه ، وكما أنّ تارك الشبهات في الحلال والحرام وفاعلها في الفرض والنفل ، ليس كالهالك من حيث لا يعلم ، فكذا الهالك من حيث لا يعلم ليس كالهالك من حيث يعلم . فالناس ثلاث فرق مترتّبين ، ولا نعبأ بقول من لا برهان له به ، وإن كان في الآخرين مشهورا ، ولا بإجماع يدّعى في محلّ الخلاف ، فإنّه ليس إلَّا زورا ، إذا لمجمع عليه لا ريب فيه ، فكيف يشتبه بالمتنازع فيه ، واللَّه يقول الحقّ وهو يهدي السبيل . مقدّمة العلم علمان : علم يقصد لذاته ، وهو نور يظهر في القلب فينشرح الغيب وينفسخ ، فيحتمل البلاء ويحفظ السرّ وعلامته التجافي عن دار الغرور ، وهو الأفضل ، لأنّه المقصد الأقصى . وعلم يقصد للعمل ظاهرا أو باطنا ، ليتوسّل به الى ذلك النور ، وهو العلم بما يقرب إليه تعالى ، وما يبعّد منه ، وعلامته : الحلم والصمت وتصديق الفعل القول ، وهو الأقدم ، لأنّه الشرط .