responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 444


على مشاعر المخاطب ورضاه ، والثاني لا يتطلب ذلك ، فإن غرضه يتم حتى لو اعترف الخصم مرغما مقهورا .
إذا عرفت ذلك ، فعلى الخطيب في المنافرات أن يكون مطلعا على أنواع جمال الأشياء وقبحها . ولكل شئ جمال وقبح بحسبه ، ففي الإنسان جماله بالفضائل وقبحه بالرذائل ، وباقي الأشياء جمالها بكمال صفاتها اللائقة بها وقبحها بنقصها .
ثم الإنسان - مثلا - فضيلته أن تكون له ملكة تقتضي فعل الخيرات بسهولة ، كفضيلة الحكمة والعلم والعدالة والإحسان والشجاعة والعفة والكرم والمروة والهمة والحلم وأصالة الرأي . وهذه أصول الفضائل ، ويتبعها مما يدخل تحتها كالإيثار الذي يدخل تحت نوع الكرم ، أو مما يكون سببا لها كالحياء الذي يكون سببا للعفة ، أو مما يكون علامة عليها كصبر الأمين على تحمل المكاره في سبيل المحافظة على الأمانة ، فإن هذا الصبر علامة على العدالة .
وأما باقي الأشياء غير الإنسان فكمالها بحصول الصفات المطلوبة لمثلها ، وقد قلنا : لكل شئ جمال وقبح بحسبه ، فكمال الدار - مثلا - وجمالها باشتمالها على المرافق المحتاج إليها وسعتها وجدة بنائها وملاءمة هندستها للذوق العام . . . وهكذا . وكمال المدينة - مثلا - وجمالها بسعة شوارعها وتنسيقها ونظافتها وكثرة حدائقها وتهيئة وسائل الراحة فيها والأمن وحسن مائها وهوائها وجدة بناء دورها . . . وهكذا .
وعلى الخطيب بالإضافة إلى ذلك أن يكون قادرا على مدح ما هو قبيح بمحاسن قد يظن الجمهور أنها مما يستحق عليها المدح والثناء ، مثل أن يصور فسق الفاسق بأنه من باب لطف المعاشرة وخفة الروح ، ويصور بلاهة الأبله أنها بساطة نفس وصفاء سريرة وقلة مبالاة بأمور الدنيا واعتباراتها ، ويصور متتبع عورات الناس الهماز الغماز بأنه محب

444

نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست