responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 423


الطرق العقلية عاجزة عن التأثير على عقائد الناس وتحويلها ، لعجزها عن التأثير على عواطفهم المتحكمة فيهم .
بل لا يقتصر هذا الأمر على الجمهور بما هو جمهور ، فإن كل فرد من أفراد العامة إذا كان قليل الثقافة والمعرفة هو أبعد ما يكون عن الاقتناع بالطرق البرهانية أو الجدلية ، بل أكثر الخاصة المثقفين - وإن ظنوا في أنفسهم المعرفة وحرية الرأي - ينجذبون إلى الطرق المقنعة المؤثرة على العواطف وينخدعون بها . بل لا يستغنون عنها في كثير من آرائهم واعتقاداتهم ، بالرغم على قناعتهم بمعرفتهم وثقافتهم التي قد يتخيلون أنهم قد بلغوا بها الغاية .
فيجب أن تكون المخاطبة التي يتلقاها الجمهور والعامي وشبهه من نوع لا تكون مرتفعة ارتفاعا بعيدا عن درجة مثله . ولذا قيل : " كلم الناس على قدر عقولهم " . [1] ولم تبق لنا صناعة تناسب هذا الغرض غير صناعة الخطابة ، فإن الأسلوب الخطابي أحسن شئ للتأثير على الجمهور والعامي . وكل شخص استطاع أن يكون خطيبا بالمعنى المقصود من الخطابة في هذا الفن فإنه هو الذي يستطيع أن يستغل الجمهور والعوام ويأخذ بأيديهم إلى الخير أو الشر .
فهذا وجه حاجتنا - معاشر الناس - إلى صناعة الخطابة . ولزم على من يريد قيادة الجمهور إلى الخير أن يتعلم هذه الصناعة ، وهي عبارة عن معرفة طرق الإقناع .
فإن الخطابة أنجح من غيرها في الإقناع ، كما أن الجدل في الإلزام أنفع .



[1] الأصل فيه ما روي عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ما كلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) العباد بكنه عقله قط ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنا معاشر الأنبياء امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم " روضة الكافي : ص 268 ح 394 .

423

نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست