responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 335


الصورة من الاختلاف ، فيحدس الذهن أن سببه انعكاس أشعة الشمس عليه .
وهذا القياس المقارن للحدس يختلف باختلاف العلل في ماهياتها باختلاف الموارد . وليس كذلك المجربات ، فإن لها قياسا واحدا لا يختلف ، لأن السبب فيها غير معلوم الماهية إلا من جهة كونه [1] سببا فقط . وهذه الجهة لا تختلف باختلاف الموارد .
وذلك لأن الفرق بين المجربات والحدسيات أن المجربات إنما يحكم فيها بوجود سبب ما وأن هذا السبب موجود في الشئ الذي تتفق له هذه الظاهرة دائما من غير تعيين لماهية السبب . أما في الحدسيات فإنها بالإضافة إلى ذلك يحكم فيها بتعيين ماهية السبب أنه أي شئ هو . وفي الحقيقة : أن الحدسيات [2] مجربات مع إضافة ، والإضافة هي الحدس بماهية السبب ، ولذا ألحقوا الحدسيات بالمجربات . قال الشيخ العظيم خواجا نصير الدين الطوسي في شرح الإشارات : إن السبب في المجربات معلوم السببية غير معلوم الماهية [3] وفي الحدسيات معلوم بالوجهين [4] .
ومن مارس العلوم يحصل له من هذا الجنس على طريق الحدس قضايا كثيرة قد لا يمكنه إقامة البرهان عليها ولا يمكنه الشك فيها . كما لا يسعه أن يشرك غيره فيها بالتعليم والتلقين إلا أن يرشد الطالب إلى الطريق التي سلكها . فإن استطاع الطالب بنفسه سلوك الطريق قد يفضيه إلى الاعتقاد إذا كان ذا قوة ذهنية وصفاء نفس . فلذلك لو جحد مثل هذه



[1] قد مر منا عدم صحة هذا الفرق ، وأن في التجربيات أيضا يعلم ماهية العلة كوجودها ، والحق في الفرق ، أن الحدسيات لم تستفد من التجربة المباشرة ، وإن جربت آثارها وعلائمها وقرائنها ، وذلك بخلاف المجربات فإنها حصلت من التجربة المباشرة لمؤدياتها .
[2] راجع شرح المطالع : ص 334 .
[3] لا يخفى ما فيه ، فإن ماهية السبب في المجربات أيضا معلومة كالحرارة للتمدد والبرودة للتقلص والسقمونيا للصفراء .
[4] شرح الإشارات والتنبيهات ج 1 ، ص 218 ، ومثله في الجوهر النضيد ص 201 .

335

نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست