أو مقدمتيه إن كانت كلها بديهية وقف عليها الكسب ، وإن كانت بعضها أوكلها كسبية احتاجت إلى تأليف أقيسة بعددها . . . وهكذا حتى نقف في مطافنا على مقدمات بديهية لا تحتاج إلى كسب ونظر . ومثل هذه التأليفات المترتبة التي تكون نتيجة أحدها مقدمة في الآخر لينتهي بها إلى مطلوب واحد هو المطلوب الأصلي تسمى " القياس المركب " لأنه يتركب من قياسين أو أكثر . فالقياس المركب إذا هو [1] : ما تألف من قياسين فأكثر لتحصيل مطلوب واحد . وفي كثير من الأحوال نستعمل القياسات المركبة ، فلذلك قد نجد في بعض البراهين مقدمات كثيرة فوق اثنتين مسوقة لمطلوب واحد ، فيظنها من لا خبرة له أنها قياس واحد ، وهي في الحقيقة ترد إلى قياسات متعددة متناسقة على النحو الذي قدمناه ، وإنما حذفت منه [2] النتائج المتوسطة أو بعض المقدمات على طريقة " القياس المضمر " الذي تقدم شرحه . وإرجاعها إلى أصلها قد يحتاج إلى فطنة ودربة [3] . أقسام القياس المركب [4] : وعلى ما تقدم ينقسم القياس المركب إلى موصول ومفصول [5] :
[1] راجع شرح الشمسية : ص 164 ، وشرح المطالع : ص 331 ، والتحصيل : ص 159 . [2] منها ، ظ . [3] درب به دربا ودربة : اعتاده وأولع به . وعلى الشئ : مرن وحذف . [4] راجع شرح الشمسية : ص 164 ، وشرح المطالع : ص 331 ، والقواعد الجلية : ص 386 ، وأساس الاقتباس : ص 295 ، والتحصيل : ص 159 . [5] ويسميان أيضا " موصول النتائج " و " مفصول النتائج " فالموصول والمفصول وصفان للقياس باعتبار متعلقة وهي النتائج .